كثير من الأحيان يعاني المريض من أمراض عضوية مثل تهيج القولون ونهجان «تنفس سريع » وزيادة في معدل ضربات القلب وضيق في التنفس وآلام في الصدر والأمعاء والعضلات وميل إلى التبول وصداع وغيرها ..وعندما يذهب للطبيب ويطلب منه عمل تحاليل تكون نتيجة التحاليل سليمة ويكون سبب هذه الأعراض عامل نفسي مثل :
الحزن والكآبة والخوف والقلق والاكتئاب والضغوط النفسية والتوتر والهلع وغيرها من الاضطرابات النفسية .فمثلا :
الخوف ….أكثر تأثيره يكون على الكلىتين والمثانة والمريض يحس بالميل إلى التبول وأيضا بعطشة الماء أو الرغبة الشديدة في شرب السوائل (ريقه ناشف ) ..
الحزن …يكون تاثيره أكثر على الرئة والقولون فيشعر بضيق في التنفس وتهيج في القولون .
ونقصد هنا الحزن على وفاة شخص عزيز أو فشل زريع في مشروع أو صفقة أو فقد شيء ثمين ..
الضغط النفسي …يكون أكثر تاثيره على القلب والأمعاء الدقيقة وهو من أخطر ما يكون وقد يسبب “الذبحة”
ونقصد بالضغط النفسي هو حزن الإنسان على نفسه عندما تهتز ثقته بنفسه ويشعر بعدم احترام وتقدير من الناس لسبب ما في شخصه، وبالتالي يعتبر أشد درجات الحزن،
وتقريبا 25% من الأمراض التي تصيب القلب يكون سببها هزة نفسية ..
الغضب يكون أكثر تاثيره على الكبد والمرارة والدورة الدموية،لذا يجب بقدر الإمكان ضبط النفس وتجنب العصبية والنرفزة لأن تأثيرها خطير جدا ..
سنقدم توضيح تحليلي عن “رحلة الادرينالين” في الجسم لحظة شعور الشخص بخوف من موقف ما
لو كنت ماشي وفجأة ظهر لك كلب ماذا يحدث ؟!
العين رأت الكلب، تأخذ الصورة وترسلها للمخ، المخ يقولها هذا كلب “حالة خطر “، فورا يرسل المخ إشارة للغدة النخامية الموجودة بأسفله “عن طريق الوصلات العصبية ” وفورا يتم تبليغ الغدة الكظرية الموجودة فوق الكليتين ويقول لها : ارفعي حالة الاستعداد والطوارىء لكل أجزاء الجسم فتقوم بتنفيذ الأوامر وتوزيع الأدوار فتسرع على الفور بإفراز هرمون “الادرينالين” وهي عبارة عن مادة كيمائية تجري بسرعة جنونية في الجسم عن طريق الوصلات العصبية التي بالمخ فيبدأ الادرينالين في توزيع الأدوار فيذهب أولًا للقلب ويطلب منه زيادة عدد الضربات “فتبدأ معدل ضربات القلب تزيد ثم يذهب للرئة ويقول لها: أنا محتاج كمية أكسجين كبيرة، زودي لي معدل التنفس، ثم يذهب للجهاز الهضمي ويقول له : أنا محتاج طاقة محتاج سكريات ، اخرج لي كل النشويات الموجودة عندك، ويذهب للكبد ويطلب منه تزويد نسبة سكر الجلوكوز في الدم ويذهب للمثانة ويقول لها امسكي العضلات ويذهب لعضلات الجسم كله ويقول لها : جهزي نفسك للانقباض والانبساط، بمجرد أن أطلب منك الجري تجري بسرعة .. وكل هذا يحدث في لحظات الخوف ..
كل هذه النداءات والصيحات والأوامر، تحدث في كل اجزاء الجسم في لحظات الخوف ..
والجدير بالذكر ..
يتم إفراز الادرينالين في الجسم في حالة السعادة أيضا
ولتوضيح ذلك ..
عندما يرى شخص محبوبته ترسل العين الصورة للمخ فيرسل المخ إشارة بأنها محبوبته فيبدأ إفراز هرمون الادرينالين وترفع حالة الاستعداد وتنفيذ الأوامر فتبدأ ضربات القلب وتتسارع النبضات وسرعان ما تهدأ العاصفة لتتحرك العاطفة والمشاعر فور إفراز هرمون السيروتونين (هرمون السعادة) فتظهر في بحور العين إيحاءات وإيماءات وتتبادل النظرات وتبدأ على الوجه ابتسامات فتتحرك الأيدي وتتشابك بالسلامات والتحيات لتبدأ المكالمات التي ترتدي ثوب المواعيد واللقاءات والتي تعزف على أوتارها المشدودات أحلى النغمات لتملأ الجو عبير فتشدو. العصافير وتتراقص على ألحانها الفراشات ..
دعنا نتحدث بالتفصيل عن “الخوف”
بعض الناس يخافون من العدوى (عندهم وسواس ) لو سلم على أحد مريض وعرف بعد ذلك أنه كان عنده فيروس يبدأ يوسوس ويقول : أنا سلمت عليه أمس وستنتقل العدوى عندي ويبدأ في الوهم ويتصور أن صدره يؤلمه وضرباته قلبه متسارعة وعنده صداع، كل هذه المشاعر والأحاسيس نتيجة التفكير في الموضوع وتسمى “الوهم ” وكل هذا يجعل هرمون الادرينالين يشتغل في جسمه وعنده إحساس بنهجان وألم بالصدر وسرعة في التنفس ونبضات قلبه غير منتظمة وألم في العضلات ، وهو جالس لا يبذل مجهود سوى أنه يداوم في التفكير ويتوهم أن المرض إنتقل اليه وفعلًا تبدأ تأتي له الاعراض وهو في الواقع بدنيًا سليم، ولكن الحالة النفسية التي طرأت عليه نتيجة خوفه وقلقه وتوتره هي التي جعلت كل جسمه يشعر بجميع الأعراض التي تسببها أمراض أخرى لأن “كل ما تفكر فيه، ينجذب إليك”
ويبدأ يدخل في دوامة التحاليل ويدوخ السبع دوخات وفي الآخر يجد النتايج سليمة “سليم بدنيا” ..
والشيء اللافت للانتباه أن الخوف شيء طبيعي (الإنسان طبيعي يخاف عندما يتعرض لموقف خطر ) وكل إنسان معرض أن يصاب بأمراض نفسية، ولو تخيلنا كمية الأمراض التي تغزو أجسامنا يوميا لتذكرنا قدرة الخالق عز وجل الذي وهبنا خطوط دفاع ومناعة ضد هذه الأمراض، معجزة إلهية في خطوط الدفاع من أول اللعاب في الفم والمخاط في الأنف والدموع في العين والشمع في الأذن فهذه كلها خطوط دفاعية، فكن مطمئنا، المهم قوي مناعتك فلا توسوس وتتخيل المرض وتستسلم للأفكار السلبية في توقع المرض وتجترها ؛ لأن كل هذا يضعف مناعتك ويجلب لك الأمراض..
غذي حالتك النفسية التي هي أعز وأغلى ماتمتلكه في هذه الدنيا ..قوي حالتك النفسية وخذها بعيدا عن الناس السلبية.
حافظ على الضحكة التي ترسم على وجهك والحالة الايجابية التي بداخلك وسلامك النفسي .
لكن طالما حولك دائرة سوداء من الناس المحبطين بك والسلبيين ، تأكد بإنك ستصاب حتى “وأنت صغير” بالضغط والسكر والقولون وآلام بالعضلات وضيق في التنفس وكآبة..
لذا …
اختر الناس المحيطين بك بعناية …الناس التي تمنحك طاقة إيجابية تنور وجهك، لأنهم هم الذين يجملوا كل شيء في حياتك .
وفي النهاية ..
ابعد عن النكد وفقط عش اللحظة stop nagging and just enjoy the moment
واجعل ثقتك في خالقك ..