كتاب ومقالات

شارع المعز لدين الله الفاطمي

وقت النشر : 2022/12/12 12:32:31 AM


بقلم : سميه أشرف


اللّه عليك يا معز.. شارع لكل زمان
السكة روح وحياة .. والحالة سحرية
وعندما نتحدث عن شارع المعز لدين الله الفاطمي  فأنت أمام أحد أقدم شارع في العالم الذي يضم عددًا من المساجد الأثرية، والمدارس، والقصور، والأسبلة، بالإضافة إلى وكالتين، وحمامين، وبوابتين، والتي تشهد كل منها على روعة فن العمارة الإسلامية، وشاهدة على تاريخ مدينة يمتد إلى أكثر من ألف عام.


ويرجع تاريخ شارع المعز إلى عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (341-365هـ/ 953-975م)، يعد الشارع حالياً أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وموقع تراثي فريد، تم إدراجه على قائمة موقع التراث العالمي في عام 1979م، تغيرت مسميات الشارع على مر العصور التاريخية، حتى عُرف بشارع المعز في عام 1937م.

شارع المعز لدين الله الفاطمي


ويعد شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم حيث يشتمل على مجموعة من الآثار والقيم المعمارية التي يرجع تاريخها إلى مجموعة عصور متتالية منذ أُنشئت القاهرة الفاطمية وعبر العصر الأيوبي وعصر المماليك البحريه والمماليك الجراكسة وهي فترة “العصور الوسطى” والتي تمتد من “القرن العاشر حتى القرن السادس عشر ميلاديًا” ثم الحكم العثماني والذي خلف أيضًا العديد من العناصر المعمارية والمباني الأثرية


كما يعتبر شارع المعز عصب مدينة القاهرة منذ نشأتها ويضم مجموعة  من أجمل الآثار الإسلامية بالعالم حيث تنفرد تلك الآثار برونق خاص من حيث جمالها ودقتها وتنوعها وضخامة العمارة والزخرفة وليس فقط بمساجدها الشامخة بل تضم أيضًا مدارس ومدافن وبيمارستانات (مستشفيات) وأسبلة وكتاتيب وقصورًا ويضم الشارع أيضًا آثارا لجميع العصور الإسلامية بداية من العصر الفاطمي وحتي عصر محمد علي، وهي آثار تزخر بالروحانيات والجمال الذي يشهد بروعة الفنان والمعماري المصري المسلم.


وتتنوع الأثار الموجودة مابين مباني دينية وسكنية وتجارية ودفاعية، واليوم تصطف الأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية على طول الشارع مما يضيف إلى سحر الشارع التاريخي.
و يمتد الشارع  بين بابين من أسوار القاهرة القديمة – من باب الفتوح شمالاً حتى باب زويلة جنوباً، مروراً بعدة حارات وشوارع تاريخية عريقة من أشهرها شارع أمير الجيوش، والدرب الأصفر، وحارة برجوان، وخان الخليلي، والغورية.


يحتوي شارع المعز لدين الله علي آثار من عدة
عصورمختلفة أولها وأقدمها بالطبع بعض الآثار من العصر الفاطمي من بينها باب الفتوح وباب زويلة
وجامع الحاكم بأمر الله  والجامع الأقمر .
كما يحتوي هذا الشارع علي بعض آثار من العصر الأيوبي الذي جاء بعد العصر الفاطمي ومن بينها المدرسة الكاملية نسبة للملك الكامل وكذلك قبة الملك الصالح نجم الدين أيوب ويحتوي هذا الشارع أيضاً على آثار وتحف معمارية رائعة من عصر المماليك البحرية مثل : مجموعة السلطان قلاوون وبقايا مدرسة الظاهر بيبرس


ويضم الشارع أيضاً آثار بالغة الروعة من عصر المماليك البرجية ومن أهمها مجموعة السلطان برقوق ومجموعة السلطان قنصوة الغوري ومدرسة الأشرف برسباي وجامع المؤيد شیخ بجوار باب زويلة.
كما يوجد بالشارع أيضاً آثار من العصر العثماني مثل سبيل عبد الرحمن كتخدا.


ولم يترك محمد علي باشا بالطبع مثل هذا الشارع دون أن يضع فيه بصمة من عصره فيوجد سبيل لمحمد علي باشا بالقرب من باب زويلة وآخر بالقرب من مجموعة برقوق كما يوجد من عصر محمد علي باشا أيضاً جامع وسبيل سليمان أغا السلحدار وهو علي الطراز العثماني
كما يتواجد بهذا الشارع عدة بيوت أثرية وخاصة في حارة الدرب الأصفر مثل بيت السحيمي وبيت الخرزاتي وقصر الأمير بشتاك.


كما توجد آثار أخري غير الآثار المذكورة ، ويتفرع منه عدة شوارع وحارات أثرية مشهورة مثل
شارع الخرنفش الذي به دار كسوة الكعبة التي كانت تخرج منه قديماً وكذلك يتفرع منه حارة
الدرب الأصفر وحارة برجوان وحارة خوشقدم وشارع جوهر القائد وحارة الصالحية وخان الخليلي ، كما أن الشارع ليس بعيداً عن الجامع الأزهر وجامع الحسين
وينقسم هذا الشارع إلي عدة شوارع بأسماء مختلفة تم توحيد اسمها بالكامل ليكون اسم الشارع بالكامل شارع المعز لدين الله الفاطمي ولكن كل مقطع من هذا الشارع كان له اسم قبل ذلك مثل شارع الغورية وشارع أمير الجيوش والنحاسين ومنطقة بين القصرين وسور القاهرة الفاطمية الجنوبي غير موجود حالياً بجوار باب زويلة بينما يتواجد جزء كبير من سور القاهرة الفاطمية الشمالي حيث توجد أبواب الفتوح والنصر
وبالتالي لا يعتبر شارع المعز متحف مفتوح فقط ولكنه كتاب تاريخ تتحرك داخله بين العصور المختلفة

حيث يحفل كل عصر بأحداث تاريخية كبيرة ويتميز كل عصر بلون ومذاق مختلف تراه بوضوح في هذا الشارع عندما تنتقل من تحفة فاطمية إلي جوهرة أيوبية ثم رائعة مملوكية وأخيراً عثمانية ثم عصر محمد علي باشا
وعندما تتحرك في هذا الشارع تشعر بأن عرض الشارع ليس بالكبير ولكنك عندما تدخل أي
أثر من هذه الآثار ستجد اتساع كبير ومساحات شاسعة وستندهش جداً كيف تتواجد هذه المساحات الكبيرة والمنشآت الضخمة في شارع مثل هذا ، كما ستلاحظ أن درجة الحرارة داخل هذه الآثار كما لو كانت مكيفة بالرغم من عدم وجود أجهزة تكييف ولكن فن البناء والتصميم الهندسي لها يجعل الجو بداخلها في منتهي الروعة صيفاً وشتاءاً.


وستلاحظ أن النشاط التجاري لجميع المحلات الموجودة بهذا الشارع يتناسب مع طبيعة الشارع
مثل تجارة الأنتيكات والتحف والصاغة والعطارة والمصنوعات النحاسية كما توجد عدة مطاعم
ومقاهي ومنشآت ليست أثرية ولكنها من حيث اللون الخارجي للجدران تأخذ نفس السياق العام للشارع
الآثار الموجودة في شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة .


(١)ضريح سيدي الذوق
(٢)باب الفتوح
(٣)وكالة قايتباي
(٤)مسجد الحاكم بأمر الله
(٥)زاوية أبو الخير الكليباتي
(٦)مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار
(٧)بيت مصطفى جعفر
(٨)بيت السحيمي
(٩)مسجد الأقمر
(١٠)مسجد حسن كتخدا الشعراوي
(١١)سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا
(١٢)قصر الأمير بشتاك
(١٣)حمام السلطان إينال
(١٤)بيت عثمان كتخدا
(١٥)المدرسة الكاملية
(١٦)مسجد ومدرسة الظاهر برقوق
(١٧)مجمع قلاوون
(١٨)سبيل وكتاب خسرو باشا
(١٩)مسجد ومدرسة الأشرف برسباي
(٢٠)مسجد الشيخ مطهر
(٢١)مجموعة الغوري
(٢٢)مسجد الفكهاني
(٢٣)سبيل محمد علي بالعقادين
(٢٤)بيت الشبشيري
(٢٥)مسجد المؤيد شيخ
(٢٦)مجمع نفيسة البيضاء
(٢٧)باب زويلة
(٢٨)بقايا مدرسة الظاهر بيبرس
(٢٩)وكذلك منطقة بيت القاضي بما فيها من آثار مثل :
1- قاعة محب الدين
2- مقعد ماماى السيفي
3- بوابة القاضي
المصدر :-
شارع المعز لدين الله الفاطمى،: محمد عبد العزيز محمد مصطفي – الشهرة (محمد عرموش)
(كتاب الشارع الأعظم ، شارع المعز لدين الله )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى