كتاب ومقالات

ذخيرة للآخرة.. من يهتم

وقت النشر : 2022/12/16 04:05:36 PM

بقلم.. عائشة عمي

ذخيرة للآخرة … من يهتم

عجيبة هي الحياة تلك التي تفضح لك بشاعة الأبناء في صورة عقوق، من المتعب رؤية الأم التي ربت وتعبت وحملت الكثير من الآلام والمواجع والكلام المهلك في سبيل رعاية أبناءها ، لا في سبيل أن ينعموا بحياة أفضل من اللتي يعيشونها راجية أن يعود تعبها وجهادها بالنفع وتأتي ثمار ما بذرته ، لكن هناك صنف من الأشخاص في هيئة إنسان لكنهم بلا إنسانية أو ضمير، بالنسبة له الأم عبء ثقيل كبير عليه ، لم أكن أصدق أن هناك بشر ترد الاحسان بالاساءة وخاصة إن كان هذا المحسن الأم العظيمة .

حمل ثقيل

نعم حمل ثقيل إن رأيت طاعتها ورعايتها ثقيلة لأنك في قرارة نفسك لست أهل بمسؤولية ولست كفؤ بأمك ، ليس فضل على أمك مهما قدمت لها ، لأن أفضالها عليك عديدة لا تعد على الأصابع ، لا تركز فقط على نواقص التي لم تقدمها لك لأنها لم تتمكن من توفيرها لك بل ركز على ما قدمته لك وهي تثابر من أجل توفير الائق لك .

ليت الجميع يدرك قيمة هذه الجوهرة وهذا القبس من النور الذي يضيء عليه حياته وأن يحمد الله على هذه النعمة والرحمة التي يرحم بها في دنيا الافتتان.

بلا شك أن ثقل الحياة على الجميع لايصدق ولا يطاق في بعض الأحيان ، لكن هذا لايعني أن نفرط في المرأة التي أنجبتنا ، المرأة التي نسكن إليها لتهدأ نفوسنا وتستريح عندها نبضاتنا بمجرد أن تلامس يدها شعرنا وتداعبه حانية علينا ، هذه اليد في ملمسها خشنة من التنظيف و العمل وغسل الثياب هي يد من ذهب ، يد من نفيس لا نستشعر قيمتها إلا إن جاء الأجل وإن مرضت فنشعر برهاب كبير في المنزل ، الجدار يقول أمك والغرفة تقول أين أمك والمائدة تتساؤل أتأكل قبل أمك .

الأم هي بركة مجالس الأسرة ، والطعام ، والرزق الذي يرزقك الله به أتعتقد أنه يرزقك من عبث !!!

هذه البركة والنعمة التي نحاول التخلص منها ورميها عند الإخوة بداعي أنها ليست أمي وحدي فقط ، بل هي أمهم كذلك نعمة لن تراها ولن تجدها عند أي إمرأة أخرى لم توضع الجنة تحت أقدامها من فراغ ومن دون حسبان .

إن سترت في الدنيا فالستر جاء من دعوة أمك ، وإن رزقت الصحة فالصحة التي ترتديها هي من دعاء أمك ، إن خرجت من حادث كالشعرة من العجين من دعاء أمك.

دعاء الأم أعظم رسالة تعليمية لك ، فهل تعلمت وأخذت منها العبر أم تجاهلت واحصيت عدد النقم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى