أدبمنوعات

دمعة باردة

دمعة باردة

عائشة عمي.. تكتب

كنت ولازلت كخرقة بالية، الأيادي تأخذ بي وتلقيني هنا وهناك ….. أدور في منتصف الدائرة، أبتغي الفرار من كل شيء، لا أتمسك ولا يمسك بي….. فوق الرفوق أجد كتابي يحمل آهاتي، نبضاتي المتقلبة ومزاجي الصعب …. يناديني أنظر له، لكنني سرعان ما أفر من مواجته، أصمت وداخلي يتآكل من الحريق لأنني أعلم أنني المخطئة الأولى في حق نفسي وأن من حولي يتبعون معاملتي لها، أنني مهما تحدثت وتحدثت لن يتغير ولن يمحى ما أقدمت عليه… تقول لي نفسي إذًا فهمتي متأخرة لكن هل استيقظتي من غفلتك أم أنك تعاندين و لازلت تتبعين هواي ولهفتي! .

لم أجبها حتى داخلي صامت، النظرات الحزينة هي التي تتحدث وقلمي رفيق دربي يسترق من مختلجاتي ومشاعري يسجل ويترجم الآن أقوالي من باب المواساة ولكي لا أحزن أكثر .

ماذا لو لم تحدث تلك العاصفة في تلك اللحظة وماذا لو كان كل شيء مثل نسمة الهواء العليلةهل كنت سأكون مثل ما أنا عليه الآن !أم أن كل شيء سيكون أسوء مما هو عليه الآن هل كنت سأجدني في ساحة البياض والثلج ألتقط وأداعب نبضاتي

أم كنت سأكون شمعة مضيئة وشجرة مثمرة في عالم من لا عالم له .

أعتقد أنني أدين لنفسي بالكثير، خاصة الاعتذار والإعتراف لها على كل ما أسهمت به من أجلي انتفض داخليا في كل مرة انزعج فيها، أو يساء لي …. أنتفض بهذا الصمت الغريب وأشرب بفضله أقداح من المر مرات ومرات … كل ما كنت أحتاجه من دنيا أبي، كنت أعتقد أن كل الوجوه وجهه، وكل صوت صوته، وكل ابتسامة ابتسامته، كنت أعتقد ولازلت أن روح أبي تتجدد في أشخاص وأن روحه هنا تائهة هنا وهناك تحتاجني لتهدأ وتعود إلى موطنها الأصلي….. لكنني أنا من تهت في غياهب التفكير والقلق.

ربما أنا مثيرة للشفقة وكل ما أفكر به غباء كبير لكن الأب بالنسبة لي ليس مجرد رجل بل شيء أسمى وأرقى، الأب مهم لأي فتاة…… أبي مهم لي كثيرا، حتى لو صرت عجوزا سيزداد اشتياقي ولن أكتفي فأنا لم أروى من حبه بعد.

في أحلك الليالي كان الخوف يسلل تدريجيا كلص له شهرة كبيرة في اللصوصية ، بمجرد أن أقول أبي معي تظهر صورته أمامي ، يتلاشى الخوف كما تتلاشى الغيوم في يوم شديد المطر، كنت أجيب هكذا كلما سألوني هل تحتاجينه ؟!

حسام كرم

اللهم إجعل لي أثر في الدُنيا كأثر إبراهيم عليه السلام -

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى