كتاب ومقالات

خط أحمر

د. صالح وهبة

وقت النشر : 2022/12/02 09:06:33 AM

نعيش الآن في زمن نستنشق فيه الفساد مع الهواء ، زمن كثرت فيه الفتاوي وتعتيم الحقائق، زمن توالدت فيه جرائم القتل والاغتصاب والتحرش، انفلات أخلاقي منقطع النظير ، الضمير الذي يبكت الإنسان عن عمل الشر في إجازة مفتوحة، زمن اختلط فيه الحابل بالنابل


ممكن تجد شخص على السوشيال ميديا يقدم محاضرة في السلوكيات والقيم والمبادىء ويعطي تفسيرات حسب ما يراه وحسب ما يحلو له، لأن الملعب مفتوح أمامه ، أية كورة تدخل في الجول ؛ لا يوجد حكم ولا رقيب على ما يقوله إلا الله سبحانه وتعالى ، لا يوجد تخصص ، الكل يدعي الفهم لا يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه.

هل حان الوقت لفتح النوافذ لتجديد الهواء ،والتخلص من هذه الملوثات التي باتت تخنق الجهاز التنفسي لمجتمعنا وأصابت رئتيه بالتليف ؟
يا سادة :تنقية هذا الهواء الفاسد يتطلب توصيات واجبة التنفيذ من أهمها :

أولا :
تنفيذ الحكم العاجل والرادع لمرتكبي جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار ونحن كلنا ثقة في نزاهة وعدالة القضاء المصري.

ثانيا :
الوقوف عند فكرة “مختل عقليا”تللك العباءة التي يرتدونها مرتكبو الجرائم ويستخدمونها منفذا لتبرير جرائمهم النكراء من قتل عمد واغتصاب.

واللافت للنظر أن بعض الدول تحكم على مثل هؤلاء ممن يدعون ذلك “بالسجن مدى الحياة لو أفلتوا من الإعدام “لضمان عدم تكرار فعلهم لو خرجوا الى الحياة العملية.

ثالثا :
: دراسة وضع قانون رادع من أجل الفتاة التي يتم تهديدها سواء شفهيًا أو بالتليفون أو بالرسائل حتي يتم وأد المشكلة في مهدها الأول
لأن الجرائم تبدأ من هذه الأفعال ؛ فبداية الغيث قطرة .

رابعا :
: تفعيل لجان من علماء نفسيين متخصصين في حالاتت” مرضى وسواس الحب” أو “مدمني الحب ” لمتابعة هولاء بالتوعية أو العلاج قبل تفاقم المرض لدرجة الأذى.

خامسا:
هوس طلب الفتوى والتفاخر بدخولنا موسوعة جينيس في عدد الفتاوي يعبر عن هشاشة فكرية وكساح ثقافي .
لذا يجب وضع حد “لأصحاب الفتاوي”الذين يحاولون تبرير القاتل وتحميل الذنب على الفتاة بحجة لبسها أو بحجة عدم قبولها لحب الطرف الآخر

أنا أرى أن هؤلاء في نظر القانون”مجرمون” لأن الجريمة النفسية لا تقل خطورة عن الجريمة الحقيقية فقتل الفكر يسبق ويمهد لقتل الفعل ونسبه للبس البنت لا إلى وحشية المتحرش” هذه جريمة في حد ذاتها
وهذا أبشع ما وصلنا إليه “.

نحتاج الى توعية دينية من علماء الدين وتقديم وجبة دسمة على مائدة النصح والإرشاد مثل احترام حرية الرأي وقبول الاخر .

إقرأ أيضاً

نريد قانون رادع قوي لمنع من يقوم ببث ونشر أفكار مسرطنة وفتاوي على “السوشيال ميديا وغيرها من وسائل التواصل ” والتي تثير الفتن و تزيد من الرذيلة بمتوالية هندسية.”

سادسا :
يجب أن نعي جيدا أن المرأة هي أمك هي ابنتك هي أختك هي زوجتك فلابد من الوقوف إلى جانبها وحمايتها “أين الشهامة التي تربينا عليها ؟!”

سابعا :
اعتبار التحرش جريمة مخلة بالشرف وتجريم كل من تسول له نفسه بتجريح المرأة والكلام عن خصوصياتها ولبسها وتحميلها الذنب وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

أرجوكم أرجوكم أرجوكم ….
اتركوا الأمر للمتخصصين ، اتركوا الأمر لذوي الأمر (بلاش فتاوي) .
اتركوا النصح والإرشاد والمشورة لأصحابها من رجال الدين والعلماء المتخصصين في هذا الشأن

حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى