أدب

بين الحين والآخر

وقت النشر : 2023/03/03 11:37:02 PM

بين الحين والآخر

بقلم : بلعربي صهيب محمد

كل مساء أجلس في مكاني ومحلي المفضل ، أحتسي كوبا من خليط الأعشاب، ليريح أعصابي، ثم أخرج عند باب المحل، أشعل سيجارة وأدخنها على مهل، وكعادتي، ينتابني ذلك الشعور، وكأن عقلي توقف ثم بدأ يعمل من جديد، أدخل إلى زاويتي المفضلة في محلي المفضل، أخرج من محفظتي، دفتر مدوناتي ومسودات، أضعها أمامي، لأفصح عما يختلجني من أفكار ومشاعر، ولأدفع تلك الاصوات الصارخة خارج عقلي، لأضعها على الأوراق .

أجد تلك الأفكار مبعثرة متناثرة هنا وهناك، أجمعها بعناية وأصبها في قالب جميل، لأريح عقلي من بشاعتها .

وبين الحين والآخر، تدخل فتاة، وجهها شاحب قليلا، أثار الاكتئاب تحيط بعينيها، تطلب كأس شاي وللمرة الثانية تجلس بجانبي من دون صوت، وانا أكتب ثم أتصرف بجنون وأنا أمسح تلك الخربشات ، تقرأ أفكاري الأولي، ثم تنظر الي مبتسمة تمازحني وتنعتني ب”نزار قباني ” ، لا تعرف أنني أكتب أشعارا ، فهي تقرأ ما أكتبه من نصوص نثرية فقط ، هي لا تعرف كم المشاعر التي أستنزفها في كتاباتي، لأنها تراني عفوي الكتابة، إلا أنني في كل كتابة أتألم، لكن لا أظهر ذلك، وهي لا تعرف ايضا …بين الحين والآخر أنظر إلى كأس الأعشاب الذي بدأ يبرد، أضحك ثم أكتئب ، وهذا هو الحال دائما ، ربما أنا ضائع لكن أحاول أن أتمسك بشدة …كنت جالسة في غرفة الاقامة الجامعي ، مللت من الوحدة والاكتئاب، فتحت خزانتي ، القيت على جسدي ما وجدته من ثياب، هممت إلى محلي المفضل لأحتسي كوبا من الشاي، لكن القدر شاء أن ألتقي به مرة أخرى، ذلك المتعجرف الذي يكتب ويدون ،نعم أسميته الكاتب المتعجرف، يقول أنني لا أفهم مشاعره ولا أشعر بمثل شعوره، إلا أنني من يحمل فؤادها أثار طعنات، ربما أكثر من طعناته، فأنا التي تعرضت للخيانة والغدر، أنا التي تعرضت للخيبة والخذلان، لقد أعطيته كل ما أملك، أعطيته فوق ما أستطيع من حب واهتمام ، لكنه بالأخير خذلني وطعن قلبي ولم يهتم .

صدفة وبينما أنا جالسة مع الكاتب المتعجرف ، دخل إلى نفس المحل، يعرف أنه مكاني المفضل، دخل من خذلني وطعن بقلبي المسكين، شعرت بصعقة ثم تشجعت، نظر إلي فابتسمت، حتى ظهرت ضرسة عقلي، واستدرت نحو المتعجرف وكأنني لا أهتم، وبالأحرى انا أتظاهر بذلك، أعلم جيدا أنه انفجرا غضبا، فقد رأيته من مرآة المحل أنه خرج مسرعا .

يا ترى هل سيأتي ذلك اليوم الذي أراه فيه، اسمع صوته، تنتابني ذكرياته، ولا أهتم ؟! هل من الممكن، ورغم كل ما مررنا به أتفاوته وكأنه لم يعني لي شيئا ؟! .

حسام كرم

اللهم إجعل لي أثر في الدُنيا كأثر إبراهيم عليه السلام -

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى