كتب : وائل عباس
سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا
تلك هى حل المعادلة التى توصل لها أعداء الدين ؛ وهذا هو الهدف الذى يصبون إليه ؛ يسعون له بكل جدية ويعملون من أجله بشتى الطرق ؛ طمعا فى القضاء على الإسلام الذى يؤرقهم ويبدد أحلامهم ؛ ويحمل بين سطور ” قرآنه الكريم ” نصراً حتميًا إن تمسك أهله به .
والإشكالية ليست فى شخصية فضيلة الشيخ ” محمد متولي الشعراوي ” رحمه الله ؛ ولا هى رغبة من هؤلاء المرتزقة كأمثال ” إبراهيم عيسى ” فى التنوير والسعى بنا من غياهب الظلمة إلى أنوار التقدم التى يدعونها ويدعون أنهم حملة راياتها وينافحون من أجلها ؛ لكن المسألة وبكل بساطة أن هؤلاء يحاربون الإسلام ويبغضونه بغض الباطل للحق ؛ وصدق الله العظيم حين قال ” يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ” ولكن هيهات هيهات لما يطمحون .
” إبراهيم عيسى ” والإمام الشعراوي رحمه الله
يبدأ عيسى حديثه عن كيفية وأسباب جماهيرية الإمام الراحل ويسندها إلى طريقتها الريفية البسيطة التى هى أشبه بمجالس المصاطب فى الأرياف ؛ والتى جاءت على خلاف تجهم من سبقه من الشيوخ والعلماء ؛ واتخاذهم الفصحى لغة لهم فى اللقاءات التلفزيونية والأحاديث عبر الاثير ؛
ويستعرض نفسه أنه الأوحد فى العالم الذى انتقض الإمام فى حياته عبر مقالات متتابعة لم يقم خلالها الإمام من الرد عليه ؛ واستطرد قائلا إن الشيخ الراحل ازهرى متخصص في اللغة وليس أهل للفتوى ولا هو حري بها ؛ ثم تابع قائلا إن الشعراوى الذى رفض الفتوى بشرعية نقل الأعضاء هو صاحب فكر داعشى متطرف ؛ وأنه شيخ شفاهى ليس له كتب او صاحب مؤلفات وأنه ليس شيخا تحريريا ؛ وليس له أى منتج فكرى ولا حاصل على أى دكتوراه ولا حتى رسالة ماچستير … إلى أخره من هذه التراهات والسفسطائية فى الحديث ؛ وهنا وجب علينا الرد
وحق الرد مكفول :
أما عن شفاهية الشيخ فهذا لبراعته فى تبسيط الدين على العلماء والبسطاء منهم على حد سواء ؛ وأقصد بالعالم هنا ” كل عالم فى مجال بخلاف الدين ” فهو رغم علمه لكنه ليس صاحب تخصص فى الفقه وعلم الدين .
وأما عن تحريريته القليلة فهى دليل على أنشغاله فى نقل العلم من خلال المحاضرات والدروس ؛ وليس لعجزه عن الكتابة كما يريد أن يصور لنا هذا ” العيسى ” فالشعراوى أستاذ فى اللغة من جامعة الأزهر فهو أهل للتخصص .
أما عن عدم حصوله على دكتوراه أو عدم مناقشته لرسالة ماچستير واحده ؛ فعندما سئل الإمام الراحل شيخ الجامع الأزهر ” جاد الحق على جاد الحق ” عن عدم حصول الشعراوي عن درجة الدكتوراه رد قائلا :
” ومن عنده علم الشعراوي حتى يمتحنه “
وأما عن مؤلفاته فأنه لو أراد لفعل ؛ ولكن العلم في العصر الحديث لا يحفظ بالكتب فقط ؛ ولكنه الآن يحفظ وينقل من خلال البرامج المتلفزة .
إبرهيم عيسى الذى شكك في معجزة ” الإسراء والمعراج ” من قبل ؛ ثم هاجم شخصية أمير المؤمنين ” عمر بن الخطاب ” رضى الله عنه وأرضاه ؛ وشكك فى صحيح البخاري ؛ هو اليوم يهاجم شخصية رجل توفى منذ أكثر من عشرين عاما ؛ رجل أفنى حياته فى تفسير كتاب الله وتبسيط شرح آياته الكريمة .
إن هؤلاء هم من اعترضوا على أصوات الآذان ؛ وعارضوا الحدود والأوامر والنواهى التى جاءت في الكتاب والسنة ؛
وأعداء الإسلام كثر منذ بداية الرسالة وعلى مر العصور ؛ ومع ذلك لم ينجح هؤلاء فى تحقيق هدفهم من خلال الحروب والمكائد ؛ فلجاوا إلى الفتن وتجنيد العملاء والخونة ؛ وفى العصر الحديث تدور رحى المعركة بصورة مختلفة فعدوك يصطنع لنفسه اسما بصبغة إسلامية ؛ ويدعى انتمائه إلى الدين .
أن ما يحدث الآن ما هو إلا أفلاس الباطل ؛ فلو كان عيسى على حق لقام بأنتقاض شخصية على قيد الحياة وليس رجل توفى منذ أكثر من عقدين من الزمان ؛ لو كان عيسى على حق لطل علينا وتكلم عن الغلاء والأحتكارية ؛ لو كان عيسى على حق لهاجم وزيرا على قيد الحياة ؛ لو كان عيسى صاحب فكرا ورأي لطل علينا بفكره وليس بمحاربة الأموات وأنتقاضهم ؛ هو يحارب رجلا بين يدى ربه لا يملك حق الرد ؛ ولكن الله سخر لهذا الرجل من يرد عنه ويترحم عليه .
اللهم الحقنا بالصالحين ؛ ولا تجعلنا من الغافلين ؛ ولا تفتنا كما فتنت الملحدين .