كتاب ومقالات

القصف العاطفي

كتبت .. زينب أبوزيد

وقت النشر : 2022/10/07 09:37:47 PM

هل سمعت من قبل عن القصف العاطفي ؟

في هذ ا المقال سأعرض لكم مشكلة يقابلها الكثير في علاقاته بمن حوله وخصوصاً الجديد منها ؛ ألا وهي القصف العاطفي 

ما معني القصف العاصفي ؟ وما أسبابه ؟ وعلاجه ؟

في بداية أي علاقة جديدة سواء صداقة أو عمل أو شريك حياة يبدأ شخص منهم بتقديم أفضل ما لدية للطرف الآخر سواء مشاعر ؛ آراء إيجابية أو مدح وذلك بصورة كبيرة . 

  وممكن يكون أنه من الجميل منك أن تقدم أحسن ما لديك وتكون شخص معطاء ؛ وهذا مايعود عليك بالطبع بمردود إيجابي وأن يعاملك الطرف الآخر بنفس الطريقة .

 لكن في نفس الوقت إذا وصل هذا العطاء إلي حد الإفراط في المدح والمبالغة فيه لكان لذلك مردود سلبي عليك وعلي الطرف الآخر علي المدي البعيد وهذا ما يسمي بالقصف العاطفي .

كيف يكون المدح والمبالغة بالمعاملة الطيبة وآراءك الإيجابية به مردود سلبي عليه وضرر أيضاً ؟

  الشيء إذا زاد عن حده إنقلب إلي الضدد ؛ ولم يؤدِ الغرض المنشود منه بشكل سليم ؛ فالحب والإعجاب الشديد في بداية العلاقة  بشكل مفاجيء غالباً ما يكون مبني علي إعجاب سطحي و الصورة الذهنية الوردية التي رسمتها للشخص في خيالك  والتي ليست بالضرورة أن تكون صحيحة %100

لأنك لم تتعامل مع الطرف الآخر في مواقف مختلفة فبالتالي مازلت لا تعرف طبيعة شخصيته الحقيقية ?

فالمدح بصيغ المبالغة مثل (إنت أفضل شخص بحياتي ؛ إنت أجمل شخص ) بشكل متكرر دائماً مش مجرد مجاملة لمرة أو مرتين ؛ من الممكن أن يتسبب للآخر بحالة من الإرتباك مما يؤدي إلى

1- التعلق الوهمي من الطرف الآخر بك ؛ يا إما يصدقك هذا الشخص ويعتبر هذه حقيقة ويتعامل علي أساسها وينشغل عن حياته سواء دراسة أو شغل . 

2- أو أنك لم تستمر بهذه المشاعر الحادة والإهتمام المبالغ فيه “وهذا غالباً ما يحدث بالواقع ” مما يسبب الإحباط إن العلاقة لم تستمر بنفس النمط المبالغ فيه من المدح والعطاء الذي اعتاد عليه .

لماذا يوجد هذا النمط من الأشخاص  في إتباع هذا الأسلوب في بداية علاقاتهم ؟

يرجع ذلك لعدة أسباب منها

حاجة الشخص المبادر للتأكد من تقبل الطرف التاني له وبسرعة ؛ ويرجع ذلك لعدم تقدير الذات حيث يستمد قيمته من آراء الآخرين به ومدحهم له فبالتالي يبادر ليجد المقابل سريعاً .

اقرأ أيضاً

يؤدي عدم تقدير الذات بالشخص أيضاً إلي  شعوره بعدم تقبل الناس له لنفسه و لشخصيه وصفاته الإيجابية ؛ بل بما يقدمه لهم من أشياء مادية أو معنوية كي يستحق منهم التقدير . 

من الممكن أيضاً أن يكون الشخص المبادر بالعطاء هو شخص يحب السيطرة وأن يكون هو محور العلاقة فيسعي لجعل الطرف الآخر يتعلق به من خلال تقديم كل شيء له بشكل مبالغ فيه ليكون هو محور حياته .

والآن بعد أن عرفنا بعض من الأسباب التي من الممكن أن تكون سبباً في هذا النمط من الأشخاص ؛ سوف أعرض لكم الحل لبداية علاقة صحية  .

  1- التدرج بإظهار المشاعر والمدح ؛ وتقلل من الإندفاعية في الكلام والعطاء والتي تكون ناتجة عن الإنبهار والإعجاب الشديد في البداية ؛ وتأكد أنك ستكون بحاجة لتقديم ذلك فعلا ولكن في المستقبل وبالتدريج ليكون مبني علي معرفة أعمق ومشاعر أوضح .

2- مشاركة الشخص الآخر في المواقف المختلفة وإستخدام حس الفكاهة والمزح بدلا من المدح الزائد ؛ فالهزار والتعليق علي تصرفات الشخص الآخر بشكل فكاهي أكثر شيء يوضح مدي  اندماجك له وكذلك استجابة الطرف الآخر بشكل سريع ؛ ويعتبر أيضا هو الحد الفاصل بين العلاقة الرسمية والغير رسمية .

3- لا تعطي الكثير بدون مقابل ؛ حتي لو كان عطاءك مبني علي الوضوح بأنك تحاول أن تبني علاقة جدية ؛ لأنه من الممكن أن يكون تسرع منك ومازالت العلاقة سطحية وأنت من تخطيء في تقديرك لها ؛

؛ اعط مساحة للطرف التاني أنه يبادلك  العطاء ؛ أو ينسحب من العلاقة لإنه ليس له الرغبة في إستكمال العلاقة لأنه متورط بلطفك المبالغ فيه .

وأخيرًا ؛ لا ترفع سقف عشمك بشخص حتي لا تصاب بخيبة أمل وكن وسطي بكل شيء وخصوصاً العلاقات بمن حولك قال الله تعالي: “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى