كتاب ومقالات
أخر الأخبار

الغباء العاطفي بين الزوجين

بقلم.. د. صالح وهبة

عندما نتحدث عن الغباء، هذا لا يعني أن الشخص لديه مشكلة أبدآ في الذكاء، لأن الذكاء في تعريفه هو مجموعة ذكاءات ويسمى intelligent quotient أي الذكاء العقلي ويوجد أيضا ذكاء عاطفي ويسمى emotional quotient
بمعنى أوضح: إذا كانت قدرات الشخص ناقصة في مجال معين فهذا لا يعني بأنه غبي فقد يكون لديه قدرات مهارية في مجال آخر وقد لا يكتشفها بنفسه ويموت بها إذا لم يجد أحد يكتشف فيه هذه المهارة من معلم أو مرشد أو من الوالدين ..

فالذكاء كما ذكرنا هو مجموعة ذكاءات متعددة فنجد شخص مبدع في حل مسائل الرياضيات وآخر مبدع في الرسم والتصوير وثالث مبدع في الذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك .
فلا يوجد على الإطلاق إنسان غبى ولكن !
المقصود بالغباء العاطفي هنا هو أن الشخص لا يعرف كيف يستثمر طاقاته في حل مشاكله النفسية بأن يكسب قلوب الناس ويكون علاقات صحية معهم ..

والجدير بالذكر ..

ما أكثر الناس الذين يتمتعون بذكاء عقلى لكنهم عندهم أنيميا حادة في الذكاء العاطفي مثل “علاقة الشخص بشريكة حياته أو علاقتها بشريك حياتها ”
وهذا هو موضوع حديثنا ..

سنتحدث عن الشخص الذي يفتقر إلى التعامل مع شريكة حياته وعدم احتواء الخلافات
وإجهاضها في مهدها الأول ..
سنتحدث عن الزوج الذي يخاصم زوجته أيام ..وقد تستمر أسبوع أو أسابيع أو العكس بالنسبة للزوجة ..لأنهما يفتقران إلى فن التعامل مع بعضهما البعض ..
والشيء الغريب واللافت للانتباه أنه قد يكون الزوج كما ذكرنا شخص ذكي جدا وعلى قدر كبير من المستوى الثقافي والمادي والاجتماعي ولكن للاسف !!
يستخدم كل المهارات الغبية في التعامل مع زوجته في كلامات محبطة مثل (اللوم ..الاستجواب لأتفه الأسباب..النقد والتعليق على أتفه الأمور مثل إزاي ؟ ليه ؟ ..مين ؟ ..فين؟ ….)

دعنا نتحدث عن الأسباب التي تؤدي الى الغباء العاطفي بين الزوجين والتي تكون سببًا في خراب البيوت وجفاء القلوب وتشريد الأطفال وحتى لو عادت المياه إلى مجاريها لم تعد بعد صالحة للشرب لأن الكلمة غير الموزونة إذا خرجت لن تعود وتترك جرح غائر في القلوب .

وأهم هذه الأسباب

(١) “النقد المستمر”
شتان بين أن أقول وجهة نظري وبين استمراري في النقد والانتقاص من قدرات شريك أو شريكة حياتي ..
الإنسان الذكي عندما يقول وجهة نظره لشريكة حياته يمهد لها ويلطفها بمقدمة مدح مثل ( يمدحها في طبخها ..في شعرها ..في لبسها …) وبعدها يقول :عندي حاجة أريد لفت نظرك لها ..
لكن للأسف توجد أشخاص من هوايتها تحطيم من أمامها، ويعتبر جزء من منهج حياتها !
وغالبا ما يكون هذا الشخص قد تعرض وهو صغير لسخرية ونقد مستمر من الأب ..من الأم ..من معلمه ..من صديقه، ودائما نفسيته تعبانة ومكسورة، وأخذ يجمع ويلملم ويخزن كل هذا في عقله اللاواعي ليفرغ هذا الكم الهائل وهذا المخزون من الشعور بالقلة والنقد والأذى الذي تعرض له فيخرجه في أولاده ..في شريكة حياته …
ويكون كلامه في اتجاه الخط السلبي (مرات كلام ..مرات نظرات ..مرات إيماءات ..تعليقات ..لوم ..نقد …)
لدرجة تجعل الطرف الذي أمامه يحذر الاقتراب منه والتعامل معه لأنه يكون أول رد فعله (لا ..لا …وعملت كده ليه ؟ ..طول عمرك كده ..مفيش فايدة فيك …)

وتكون النتيجة أحد الأمرين
إما “نقد متبادل” بمعنى : هجوم من الطرفين وتعنيف من كل منهما للآخر لأن مساحة الاحترام بينهما أصبحت تؤول للصفر و هذا طبيعي لأن (لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ويضاده في الاتجاه )…وهذا كله يخلق توتر وغضب وكل واحد لا يطيق الآخر وتحدث المشادات الكلامية التي تولد عنف وأشياء يصعب التعبير عنها.. وبعدها ينتقل هذا العنف للأبناء ويكون البيت مشتعل ..

أو هذا النقد المتبادل يعمل لشريك أو شريكة الحياة انسحاب “withdrawal “(لا يتكلم ..لا يشارك ..يعمل الحاجة ولا يفصح عنها ) وتتفتح عيناه للبحث عن الحنان من الخارج لأنه (يري نفسه مهمل وكلامه غير مسموع ) فيطلب الاهتمام والحب من شخص يسمعه ويهتم به ويحبه ويكون معه علاقة وتكون هذه بداية النهاية ..

ليتنا نعيد صياغة الجمل وانتقاء الألفاظ عند الرد على موقف تم فعله بدون قصد من أحد الطرفين لتجنب الهجوم المتبادل double attack ..
فمثلا (الزوج دخل البيت ومعه طلبات البيت لكن نسي طلب معين كانت تحتاجه الزوجه … أو دخل على زوجته في عيد ميلادها بهدية بسيطة …وما شابه ذلك ….) فنحذر أستخدام أسلوب التهكم مثل (يا ما جاب الغراب .. انت دائما كده …) نستبدل هذه الجمل المكتظة بالسخرية بكلام حلو مثل (تعيش وتجيب ..ربنا يخليك لينا ….) حتى لا نشعل فتيل الخلافات ونوقظ سفاح العلاقات الزوجية….

وحتى المختص في المشورة عندما تعرض له الزوجة مشكلتها مع زوجها يسألها أولا عن سبب زعلها وعن أخطائها أيضا لأن عادة الزوجة أثناء عرضها للمشكلة تنسى نفسها وتذكر أخطاء الزوج وتتناسى أخطاءها وكل كلامها منصب على (هو عمل كده ..هو …هو ….) وتسترسل في المهاجمة مثل (شفته بيكلم واحدة وأنا مهملة ..كان خارج ورنيت عليه كان تليفونه مشغول … ) فنقول لها قد تكون محتاجة موضوع معين أو سؤال تحتاج منه إجابة
لكن إطلاق العنان لسوء الظن ! وتصويب طلقات آر بي جي نحوه مثل : (مهتم بالناس وغير مهتم بي..)

طالما لم يفعل شيء خطأً لماذا تجعلين نفسك دائما شاعرة بالقلة ومكسورة وتعيشين في حسرة ؟!
لكن !
طول الوقت (ملامة..ملامة ..ستنكسرين وتصابين باكتئاب….)
كذلك الزوج عندما يجد زوجته تتكلم بكثرة في التليفونات ينتقي أسلوب مهذب بعيد عن النقد الموجع ..

في كل مرة تنقد وتنتقد شريك حياتك تدمره، والحكيم يقول :
إذا أردت أن تقول كلمة نقد، فعليك أن تقول مقدمة مدح من تسع كلمات ويسموها the theory of 9 to 1
انتباه …
لو كنت شكاي .ناقد ..مهاجم طول الوقت فإنك بذلك تجني على أولادك وتسلمهم بيدك للفشل والضياع بسبب التقليد الأعمى الذي تزرعه فيهم وينطبع في عقلهم اللاواعي منذ الصغر …

وما أكثر الذين يتمتعون كما ذكرنا بذكاء عقلى ومستوى عالٍ من الثقافة، لكن عندهم ضمور حاد في التعامل مع زوجاتهم أو أزواجهم وانخفاض حاد في الذكاء العاطفي وإن خانني التعبير أقول لديهم غباء زوجي لأن الزوج أو الزوجة يفقد أو تفقد الأرجل الأربعة التي ترتكز عليهم مائدة الأسرة السعيدة وهي الحب والاحترام والاحتواء والاحتمال (الأربعة حاء ) .

(٢) “المخاصمة والمقاطعة”
يحدث كثيرا (مقاطعة بالصمت (بوز شبرين ..تكشيرة .. )وفي الغالب يكون هذا عامل وراثي بأن الولد نشأ وتربي على أنه رأى أمه ساكتة وبابا يتحايل عليها حتى ترد عليه أو العكس الأب ساكت والأم تتحايل عليه ليرد ..
الطبيعي أن الزوجة لا تستمر في السكوت لكن من حقها تتكلم وتقول (سيني شوية ..لما أهدأ أكلمك ..صعبان عليا منك ..)وبعد ما تهدأ تبدأ تفصح عن مشاعرها .وهكذا بالنسبة للزوج يجب أن لا يستمر في الصمت بل يتكلم ويفصح عما بداخله ..
لكن صمت ممل لأيام كثيرة وقد يستمر أسبوع أو أكثر، هذا في حد ذاته كارثة..

وقد يكون سبب الصمت أن أحدهما قال كلام للآخر من قبل، ولكن لم يجد احترام لكلامه ولا آذانًا صاغية لسماعه ..
فمثلا … الزوجة قالت لزوجها قبل ذلك «عندما تتأخر اعلمني وعندما أتصل بك رد ولا تعمل التليفون صامت حتى لا أنشغل عليك » وقالت له هذا الكلام أكثر من مرة ولكن دون جدوى !مازال يكرر هذه الأفعال وبالمثل أيضا الرجل مع زوجته..

فعندما يتكرر الخطأ سواء من قبل الزوج أو الزوجة نسمي هذه المقاطعة “مقاطعة منطقية ”
وممكن أحدهما يسامح الآخر بشرط تكون أول وآخر مرة في فعل هذا الخطأ وتعدي الأمور وتمر العاصفة بسلام …

لكن هناك مقاطعة تنم عن عدم احترام بمعنى أن كلام الزوج غير مسموع..لا يوجد اهتمام به ..أو الزوجة تحس أنها كم مهمل في البيت ..خادمة فقط ..

وعندما يطلب منها زوجها بأنها تتكلم وترد عليه تقول له : أنا تحدثت معك أكثر من مرة ولكن يبدو أن كلامي غير مسموع بالمرة معك وعندما أعرف أن كلامي سيكون له قيمة أو معنى معك سأكلمك ..
هذه المقاطعة تسمى مقاطعة إيجابية،
لكن !مقاطعة ..مقاطعة ..مقاطعة .. بنوع من العقاب .. وصمت رهيب بدون تنفيث وقد يستمر أسابيع، هذا يحتاج وقفة !! لأن هذا الصمت الممل يكسر ويدمر ..

الصمت العقابي يعني إني أسكت لكي أعاقب وأحرق الشخص الذي أمامي وأكسره،
لكن لو هذا الصمت معه رسالة وهي أن شريك الحياة أو شريكة الحياة تفضفض عما بداخلها وتفصح عن مشاعرها بأسلوب راق لا يوصل للنزاع والجدال وبالتالي يصل الطرفان لحلول وسط لوأد الخلافات في مهدها الأول، يكون شيء جميل ….

ولكن أحيانا الشخص الذي تعاتبه ممكن تخسره، وهذا يعتمد على أسلوب عتابك ومدى قربك من الشخص الذي تعاتبه، مطلوب منك أن تبدأ كلامك بأحلى طريقة ممكنة وتعطي فرصة للطرف الثاني يتكلم وتسمع وتنصت له بكل جوارحك ولا تقاطعه، حتى تفهم ما بداخله وهذا يفيدك في الرد عليه، وثق تماما مابين كسر القلوب وكسب القلوب خيط رفيع وهو الأسلوب..

لكن طول اليوم وكل اليوم وأحيانا أيام نظل ساكتين ويصاب الزوجان بخرس زوجي يصعب علاجه .. فمثلا الزوج وجد نفسه غير محترم في نظر زوجته أو الزوجة غير مقدرة في نظر زوجها وكل منهما يهاجم الآخر ثم سكوت وصمت رهيب، كل هذا يؤدي لجرح مزمن يصعب علاجه

(٣) “التهكم والسخرية”
أساليب التهكم والسخرية تدمر النفس ونقطة بداية الخلافات في البيوت ..
يقول الحكيم : الهزار الكثير يقلب سخرية والذي أمامك يتضايق وخاصة لو أمام الناس .

احذر واحذري من التريقة..
مثل (الله يرحم أبوك ..كان لينا فين ده كله ..انت نسيت نفسك ..الله يرحم أيام زمان ….)
اوع تفتكر عندما تسخر من زوجتك، إنها تسكت وتصمت، كلا! ولو سكتت مرة لا تسكت في المرة القادمة وبعدها يتضاءل الاحترام رويدا رويدا وتتحطم الحدود boundaries بينكما (تجرح، تنجرح ..تغلط، ترد عليك ) لكل فعل رد فعل …
ويختلط الحابل بالنابل وتصاب المودة بينكما في مقتل ..

والجدير بالذكر التهكم والسخرية هو ما نسميه في المدارس “التنمر” فالواحد يسخر من الآخر (من لون بشرته ..من طوله ..من شكله ..من لبسه ….)

صحيح قد توجد مرحلة بين الزوجين بها فروق بينهما في مستوى التعليم ..في المستوى المادي ..في المستوى الاجتماعي ..في المستوى العائلي فاحذر أن تسخر وتجرح الآخر ..
كذلك توجد مرحلة عمرية تحدث ولا أحد يكون له إرادة فيها (تحدث غصب عنه) وهذه هي طبيعة الحياة وهي مرحلة الكبر ..مرحلة الضعف والشيخوخة ..
الزوج عندما يري زوجته كبرت نحذرك بأن لا تسخر من شكلها ..من شعرها .. من ملامح وجهها ..من النسيان الملحوظ بكثرة ..
إياك والسخرية منها وكذلك بالنسبة للزوجة لا تقللي من زوجك ..
ليتنا نستبدل كلام السخرية بكلام مشجع يقوي المناعة النفسية ..
فالعمر ماهو إلا رقم في شهادة الميلاد وطبيعي نحن نكبر لكن كل منا بداخله طفل صغير لا يكبر أبدأ ولا يشيخ ويسمى “المشاعر “..

شجعي زوجك بالكلام الحلو وامدحيه على كل عمل يعمله ولو بسيط ..
ولو زوجتك ذات مرة عملت أكل لم يعجبك، لا تطلق العنان للسخرية والكلام المحبط ولكن ممكن تلفت نظرها بعد مقدمة حلوة مثل (طبيخك حلو جدا لكن كان ممكن تقللي الملح )
لكن لو وبخت الزوجة وأخذت تتهكم على طبيخها، ثق تماما هذا يكسرها ويفقدها الثقة في نفسها، وحتى المرة القادمة لا تهتم بالطبيخ بسبب الفكرة الملتصقة بدماغها والوسواس الذي يلازمها وهي تقول في نفسها (أنا أكلي وحش ؟!!!! ..أنا اللى ناس كلها بتشكر في أكلي أكون كده !!!عشان زودت بدون قصد حبة ملح ؟!!!! )
احرص على كلامك ..فالكلام الذي يقال علاج الكلام الذي لا يقال، مرض !…

وكن على يقين أن كلام السخرية يضعف المناعة النفسية ..
يقول الحكيم : المحتقر صاحبه هو ناقص الفهم، أما ذو الفهم فيصمت ..

(٤) “الجفاف العاطفي”
رتابة وملل ..الذي ننام به نصحو عليه ..التفكير فقط في الأكل والشرب واللبس والفلوس والأولاد ..حياة جافة ..برود عاطفي .. لا ترفيه ولا فسح ولا رحلات ولا زيارات .. ولا كلام مع بعض. ولا خروج ….السبت مثل الأحد مثل الثلاثاء …
مناسبة عيد ميلاد لايوجد كلام حلو مثل :كل سنة وأنت طيب أو طيبة .. في عيد زواج لا يوجد تقديم هدية حلوة ولو وردة تعبر عن الشعور بالحب والألفة … المشاعر والعواطف في إجازة مفتوحة ..

احذر أيها الزوج !! احذري أينها الزوجة !!
البرود العاطفي يجعل الحياة جافة لا لون لها ولا طعم ،، البرود العاطفي يقتل كل شيء جميل بينكما .. البرود العاطفي يجعل الحياة مثل صحراء جرداء لا نبع فيها ولا ماء ..
أيها الزوج يجب أن تعي جيدا بأن المرأة كالجيتار لا تعطي لحنها إلا لمن يتقن العزف على أوتار مشاعرها …..

لذلك يجب أن تكون بين الزوجين رسائل قصيرة يوميا small messages مثل (عاملة ايه اليوم ؟ ..مودك ايه؟ انتي بخير ؟ ……) يكون كلام حلو يخص الزوجة وليس كلام عام .. وكذلك بالنسبة للزوجة تفتقد زوجها وتسأله عن موده وعن أحواله من حين لآخر…

(٥) الأنانية selfishness
كل واحد يفكر في نفسه فقط ولا يهمه الطرف الآخر،فمثلا :
الزوج يفكر في الشيء الذي يرضيه (في لبسه ..في خروجه مع أصدقائه..في زياراته ..في عمله ..في أخته..في والده ..في والدته ..وزوجته تمسح وتطبخ وتربي وتغسل …تخدم فقط (خدامة وليست زوجة )

وممكن يحدث ذلك مع الزوجة أنها لا تهتم بزوجها كزوج فتتزين وتضع المكياج عند الخروج فقط للمناسبات مثل فرح أو أعياد ميلاد وما شابه ذلك وفي البيت لا تهتم بجمالها ولا بأناقتها كزوجة …
وأحيانا يحدث أن أحدهما يأكل بعيد عن الآخر أو يخبئ ما يأكله عن الآخر..
البيت منقسم على ذاته ..أحدهما مشحون من الآخر ومتلكك للآخر ويأخذ كل كلمة على محمل آخر ويحورها ويضعها في المعني السيء .. أحدهما متربص للآخر ويراقبه ..الثقة منعدمة بينهما لأن الشيطان يلعب ويوسوس في دماغ كل منهما ..فضيلة الاحتمال غائبة …وكل هذا ينعكس على الأطفال في سلوكياتهم، فيطلبون الحنان من الخارج وتسقط هوية الأسرة ومعالمها

(٦) “وجود رسائل على التليفون”
ممكن تكون الزوجة قادها فضولها لتفتش في تليفون زوجها وتصادف أنها وجدت رسائل حب من امرأة أخري فاستشاطت غضبًا وبدأت الأفكار والشكوك والوساوس تحتل عقلها مما جعلها تراقبه في كل مكان وتتبع تحركاته .. وهذا أغضب الزوج وأثر على العلاقة بينهما ..
ولكن …
هنا نقف وقفة !
ليس من المنطق ألا يكون للزوجة دور سلبي جعل الزوج ينظر لامرأة أخرى مثل إهمال الزوجة له وعدم مراعاة دوره كرجل وتقصيرها في حقوقه …

“خطوط حمراء للزوجين”
(١) الصوت العالي للزوجة على زوجها يجردها من أنوثتها، وقد يكون ذلك نتيجة ضغوط نفسية من الزوج ، فجعلتها تفقد السيطرة على هدوئها وتنسى أنها أنثى رقيقة المشاعر وعلى الزوج أن يعاملها على أنها أنثى ويهديء من روعها ويحسم الأمر في وقته حتى لا يحدث تفاقم للمشكلة, خاصة لو كان هو العامل الرئيس في ذلك …

كذلك يجب أن يعلم الزوج أن صوته العالي على زوجته لا يحل مشكلة، فالأواني الفارغة هي التي تحدث ضجة وليست الممتلئة..

(٢) العناد والسخرية و الأنانية والإهمال والكذب، معاول هدم للحياة الزوجية والكلمة الحلوة مع ابتسامة رقيقة تجعل الحياة حلوة وتعطي أجمل رسالة حب بين الزوجين وترطب الأجواء الحارة وتلطفها وتذيب جبال ثلجية من خلافات أولية كانت لو تركت وتراكمت، لتعذر حلها والتفت بخيوطها حول الأعناق كخيوط الأخطبوط…

(٣) اعلم أيها الزوج !

لو الزوجة وصلت لحد التطاول مهما كان نوع هذا التطاول فهذا لا يعفيك من إنك لك ضلع في هذا
لأن أنصاف الحقائق ليست إنصاف للحقائق فعندما نقول الزوجة غلطانة فقد يكون هذا نصف الحقيقة لأننا لم نسمع الطرف الآخر ..

(٤) “كثرة الاعتذارات “

كثرة الاعتذارات عن أفعال متكررة لا تعطي حلول بل بالعكس تزيد الطينة بلة وتهين صاحبها … إلا في حالة واحدة وهي أن يكون هذا الاعتذار هو الاعتذار الأول والأخير للفعل الذي يقدم عنه الاعتذار ..

(٥) البيوت أسرار

ليس من المنطلق أن تحكي الزوجة او الزوج لأهلها أو لأهله عن أسرار البيت ..ولو فيه مشكلة بينهما لا تسرع أو لا يسرع للشكوى للأهل إلا في الحالات القصوي «عندما تتعذر الحلول »

وفي النهاية

احترسا من جرح المشاعر لأن المشاعر لا تموت، فهي تدفن حية لتطل عليكما “لا قدر الله ” بوجه قبيح ..
لذلك وجب عليكما أن تجعلا الحب والاحترام والاحتمال والاحتواء «الأربعة جاء» هي القواسم المشتركة بينكما

دمتم في سعادة وراحة بال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى