الشاعر العراقي مرتضى التميمي يعود للجزائر شاعرا لها
وقت النشر : 2024/02/16 06:09:49 PMالشاعر العراقي مرتضى التميمي يعود للجزائر شاعرا لها .
كتبت.. عائشة عمي
لأن القلم يعتبر سلاحا مقاوما ، وله نبرته الخاصة ولأن ما يكتبه حامله له صدى معين ،ولأن القلم رفيق العاشق قيس بن الملوح الذي عشق ليلى وعنترة الذي عشق عبلة هاهو ذا الشاعر العراقي مرتضى التميمي العاشق للجزائر يعبر عن هذا الحب و يكتب من أجلها “لابد للقلب من جزائر”.
الشاعر زار الجزائر رفقة أسماء وازنة وقامات أدبية عربية من مختلف الدول العربية الشقيقة لحضور ملتقى أدب المقاومة العربي التي نظمته الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون ، وهذا بمناسبة الذكرى 35 لإعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر يوم 15 نوفمبر 1988 ؛ وتأكيدا على أهمية المقاومة الأدبية والوقوف ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المعتدي في حق الأشقاء الفلسطينيين ؛ وتخليدا لأرواح الشهداء من أجل الحرية
أعلنت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون ؛ عن جائزة أدبية وطنية في صنف الشعر بفرعيه الفصيح والشعبي وفي صنف القصة القصيرة ؛ لتخليد ومواكبة بطولات المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ وللتعبير عن مشاعر التضامن تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق؛ و الإدانة الأدبية ، الثقافية ؛ لحرب الإبادة التي تواجهها غزة .
حملت الجائزة اسم الشاعرة الفلسطينية “هبة أبو ندى” التي استشهدت يوم 20 أكتوبر 2023 ؛ التي كانت تقاوم العدوان الهمجي بالكلمة شعرا ونثرا إلى آخر لحظة من حياتها رحمها الله .
تعتبر هذه المبادرة نوع من الدعم المعنوي و تأكيداً مهماً أن الكتابة جهاد أيضاً ، وأن الإنسان يستطيع أن يقاوم بسلاح آخر مقاومة الأقلام، المقاومة الأدبية، الثقافية .
الكتابة نزيف حبر الذاكرة ، الوطن العربي شهد ساكنيه المعناة وتذوقو ا الألم في كؤوس حتى التخمة ، و شربوا الوجع ومرارة الفقد ، وماحدث ويحدث بفلسطين جريمة ضد الانسانية وماحدث بالعراق وسوريا وأوطاننا العربية انتهاك كبير لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها .
وربما الشاعر العراقي عندما زار الجزائر ورأى آثارها حدثته نسائم الذاكرة الجزائرية في جلسة صمت وتأمل معينة وجرفته بشعور الوطنية أن الجزائر ذاكرة عربية أيضاً لابد أن يكتب لها وعنها من غير أبنائها و من شاعر من غير شعرائها…
وفهمه بأن الجرح عميق ولن يشفى إلا بشفاء وحدتنا العربية ، و ديوان الشاعر هو نية طيبة وراقية تعبر عن مدى اشتياق شعوبنا لوحدتها ، لعودة قوتها باجتماعها وحب الشعوب العربية لبعضها البعض .
الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع الإتحادية الجزائرية للثقافة والفنون استضافت الشاعر العراقي مرتضى التميمي وخصصت له برنامج زيارة لبعض ولايات الجزائرية لتقديم أمسيات شعرية و بيع بالتوقيع لمؤلفه الجديد .
زار بوسعادة يوم 14 فبراير ونشط الأمسية الشعرية التي حضرها نخبة من كبار الشعراء منهم بوزيد حرز الله ولخضر فلوس وإبراهيم صديقي وحمزة سعادي و بلخير لعقاب و الشاعر والإعلامي عبد العالي مزغيش (رئيس الإتحادية الجزائرية للثقافة والفنون كما حضرها مدير الثقافة والفنون لولاية المسيلة ومديرة المكتبة المطالعة العمومية بمدينة بوسعادة وبعض المثقفين و بعض الطلبة المهتمين .
يقول الشاعر لخضر فلوس “
كان أول لقاء للشاعر مرتضى التميمي بالجزائر وأهلها في ملتقى أدب المقاومة،ولعله لم يتوقع تلك الحفاوة التي خص بها من المطار إلى الفندق وبعد ذلك في الشوارع والمحلات خاصة حين يعرف الناس أنه من العراق الشقيق،فكتب قصيدة لرد هذآ الجميل وألقاها وربما أحس أنه لم يوف للجزائر حقها فانهمرت القصائد تباعا حتى صارت ديوانا ويقول الشاعر أنه زار خمسين بلدا في العالم ولم تغره واحدة بكتابة قصيدة ولكن الجزائر وحدها من ألهمته ديوانا كاملا،كان من الضروري أن يعرف مثقفو الجزائر الشاعر وشعره فكانت هذه الزيارة لبوسعادة حيث اقام امسية باذخة بحضور جمهور ذواق وختمت بتكريم الشاعر ومن معه لينتقل بعدها إلى مدينة وادي سوف”
وفعلا حلق يوم 15 فبراير ليحط رحاله بدار الثقافة محمد الأمين العمودي – الشط – مدينة الوادي . فأتاه جمهور الوادي وشعراء المحليين بالمدينة في عناق محبة ومودة وكلهم شوق لتذوق طبخةً شعرية بلسان عراقي ومن قلب عراقي ، فماهو معروف أن شعراء العراق تجتمع في قصائدهم القوة والجمال .
قال الشاعر مداني بن عمر ” كان حضوراً رائعا ولافتا مر من خلاله الشاعر العراقي مرتضى التميمي عبيره الشعري العميق والجزِلْ والمتين وقدم نفسه بشكل رائع لجمهور الشعر في وادي سوف، وقفنا عند الجسور العميقة الممتدة بين البلدين الجزائر والعراق، هذا الشاعر ترك لنا ديوانه الرائع “لابد للقلب من جزائر” والذي عبر فيه عن حبه لهذا البلد وليس نثرا للورود، هو شاعر كتب للجزائر وأجاد وأبدع والجزائر يليق بها ديوان عظيم مثل هذا الديوان الرائع الذي سمعنا لبعض نصوصه و الذي قدمه لنا الشاعر الكبير الذي أسعدنا بهذا اللقاء والرائع ، كذلك احتفى بأصوات شعرية محلية يرى بأنها لابد أن تبرز و تري صوتها عبر كامل منابر الشعر عبر العالم العربي .”
و بسعادة يقول الشاعر ابراهيم بلول” شكراً جزيلاً الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون ووكالة الإشعاع الثقافي ومرحباً بالشاعر الرائع والخلوق مرتضى التميمي ، الذي عرج على نقاط جيدة ومهمة بين البلدين الشعب العراقي والشعب الجزائري وحاول الربط بين ثقافتين متقاربتين وشعبين مليئين بالمقاومة والانتصار والثورة المجيدة”
و ابتسم الشاعر الياس صابر بقوله” كانت أمسية رائعة بضيافة الشاعر العراقي مرتضى التميمي سعدنا به كثيراً ،سعدنا بهذا ولقد كان سعيداً بوجوده في الجزائر ، سعدنا بهذا الديوان كتبه في 15 يوم بالتقريب ، أمسية شعرية كانت جميلة جداً ووجوده تفاجئ به كثيراً الجمهور به والشعراء بماقدمه في هذه الأمسية ونحن فخورين كذلك بموقفه بالقضية الفلسطينية الذي هو موقف متشارك مع الدولة الجزائرية وموقف الدولة العراقية.”
ستستمر الجولة وسيزور الشاعر برج بوعريريج يوم 19 فبراير ليستقبله فارسها عبد الرزاق بوكبة و الشاعر محمد بوطغان.
ويوم 20فبراير تستقبله مدينة الجسور المعلقة مدينة قسنطينة لتنثر ورود المحبة الشاعرة والدكتورة آمنة حزمون و يسقيه من كأس الأخوة شعرا الشاعرين شوقي ريغي وخالد بوزير.
ويوم 22من فبراير تناديه مدينة الآثار الرومانية ولاية تيبازة ويصافحه شعرا الشاعر القدير حسين عبروس و الشاعر عبد الرحمن عزوق والشاعرة فريدة بوقنة.
ويوم 24 ستعانقه الباهية وهران وسيجدد الشاعر أحمد صلاي والشاعرة الزهراء غربي بأن الثقافة و الأدب هما جامعان وموحدان لقلوب الشعوب .