بقلم د . صالح وهبة
تحدثنا في الجزء الأول وتوصلنا إلى نتيجة ذهبية وهي ” كل ما تضعه في ذهنك سواء إيجابي أو سلبي ستجنبه في النهاية” بمعنى: التحدث مع الذات ممكن يجعل منك إنسان سعيد محققًا لأحلامه وممكن يجعل منك إنسان تعيس فاقد الأمل، أنت المتحكم والمسيطر في تكوين شخصيتك .
في هذا الجزء سنتحدث عن “من وراء التحدث مع الذات”؟ أو ماهي منابع التحدث مع الذات ؟ هل الوالدين؟ هل المدرسة؟ هل الإعلام ؟ هل الأصدقاء ؟ هل أنت ؟
الحقيقة كل الخمسة مصادر جميعها مسؤولة عن التحدث مع الذات.
1_ الوالدين
احيانا تسمع عبارات من الوالدين مثل «انت غبي .. انت كسلان ..انت مش نافع ».. كلام يعقد . وفي هذا السياق تقول الإحصائيات أن الانسان البالغ من العمر ١٨سنة «في خلال هذه المرحلة السنية من عمره» يكون قيل له من والديه أكثر من ١٤٨ الف مرة ” لا ” أو “ماتعملش كده” وهذا ليس عيب في بعض الوالدين فهم يفعلوا ذلك بحب وخوف على الأبناء ويحسن نية ،لكن للأسف ، هذا نعتبره نقطة سوداء في تاريخ تربيتهم .
هل تعلم أنه عند سن ٧ سنوات تكون حوالي٩٠٪ من الأحداث تم حفظها في عقولنا؟ وفي سن ٢١ سنة تكون كل الأحداث اكتملت في عقولنا ؟ وبهذه الكيفية نكون قد نشأنا مبرمجين بطريقة إيجابية أو سلبية .
2_ المدرسة
في المدرسة ممكن تسمع من المدرس عندما يخفق التلميذ في الإجابة عن سؤال هذه الألفاظ.. انت غبي .. انت معاك٢٠ سنة عشان تبقى حمار .. والفصل كله يضحك عليه وتكون النتيجة سلبية .
3_ الأصدقاء
يؤثر الأصدقاء في بعضهم البعض في أشياء عديدة مثل التدخين والمخدرات ويتم التقليد غالبا في الفترة العمرية في سن من ٨ إلى ١٥ سنة .
4_ الإعلام
هل تعلم أن الشخص البالغ يقضي أمام التليفزيون حوالي ٣٩ ساعة أسبوعيا ؟وممكن خلال هذة الفترة يقلد بعض المطربين والممثلين وبعض الألعاب الخطيرة التي يراها على الشاشة ، على سبيل المثال : لو مطرب يغني ( ببنطلون مرقع. وقصير حتى الركبة ) ممكن يكون هذا البنطلون “موضة”.
5_ أنت
لو واحدة عندها إحساس سلبي وتشتكي أنها غير محبوبة من والديها”في حد اعتقادها ” ومنبوذة من المدرسة وترتب على ذلك أنها تفش همها في الأكل وبالتالي زاد وزنها وشكلها أصبح غير مقبول وأصحابها ينادوا لها: “يا شوال البطاطس”
طبعا تفكيرها السلبي هو الذي وصلها الى هذا الحد .
وهذا يقودنا إلى التطرق في الحديث عن مستويات التحدث مع الذات وهي:
الإرهابي الداخلي
يتم ارسال إشارات سلبية مثل : أنا خجول .. أنا شكلي وحش .. أنا ذاكرتي ضعيفة .. ويتم إرسالها للعقل الباطن وبتكرارها تكون جزء من معتقدات الإنسان القوية وتؤثر على تصرفاته وأحاسيسه الخاصة به وبالعالم من حوله .
كلمة “ولكن ” .
مثل : أنا عايز أصحى بدري ولكن مش قادر ..أنا عايز أكون ناجح ولكن مش قادر .. كلمة “ولكن” تمحو كل ما قبلها والرسالة التي يحتفظ بها العقل الباطن هي “انا ماقدرش” .
وهؤلاء مجموعة البشر الذين لا يستطيعون اتخاذ قرار فعال بسبب الخوف الداخلي الذي يعوقهم من الوصول لتحقيق أهدافهم .
التقبل الإيجابي
وهو مصدر القوة والثقة بالنفس وفي هذا المستوي يثق الشخص في قدراته ويؤمن بتحقيق أهدافه مثل أنا قوي .. أنا طموح .. أنا ذكي .. هذه الرسائل الإيجابية هي التي تدفع الشخص للنجاح .
وفي النهاية نسأل المولى عز وجل أن يبعد عنا التفكير السلبي ويمنحنا نعمة تقبل الحياة حتى ننعم بسلام داخلي يعكس حب خارجي وهو حب الناس لنا وهذا لا يتأتى إلا بالإيمان بالله والثقة بالنفس .