الحكم على الأشخاص من خلال المظاهر
كتب: حسام كرم
نجد اليوم في مجتمعنا بعض السلوكيات السلبية المحيطة بنا ليس فقط مع عامة الناس، بل بين الأهل والاقارب مبتليين بها جميعاً على مر العصور وهو الحكم والانخداع بالمظاهر فقط تؤدي إلى ضمار العلاقات الاجتماعية وقطع المحبة.كثير منا ينخدع بالمنظر والمظهر فأصبحت عادة يقع بها البعض بسهولة، لذلك عندما نقول أننا أصبحنا في زمن عجيب ومريب لا نبالغ في قولنا ذلك، أصبحت حياة الناس عبارة عن شكل ومظهر. أكيد كلنا أو البعض مننا دلوقتي نشوف حاجة من شكلها الخارجي نقدر نحكم عليها بكل سهولة ولكن بعد التجربة وأنك تقرب منها أكثر فتجد أنك إنخدعت لانك تسرعت وحكمت بالمظهر الخارجي وليس الجوهر، قد يكون هذا الشيئ جميل من الخارج ولكن من الداخل «أجوف».
ينطبق التشبيه على كثير من الأمور الحياتية ولكن الأخطر من ذلك أننا نطبقه على البشر، اكيد كنا ضحيه في يوم من الأيام لتلك الظاهرة بتلاقى نفسك حكمت على شخص من غير ما يكون في بينكم تعامل أو سابق معرفة قبل كدة، لكن أما بتقرب من الشخص ده بتكتشف وتعرف تفاصيل ومعلومات فترجع تندم وتصاب بحالة من الزهول تكاد تكون أشبه بالصدمة، فتقرر أنك تبعد عن الشخص وتقطع علاقتك بيه نهائياً، كمان إحنا بقينا سهل ننخدع لكن الأسهل اننا نصبر «لا تتصرع في الحكم على الناس فقد تظلم عزيزاً وترفع رخيصاً».
أصبح من الصعب فعلاً إنك تحكم على شخص لانك لا تسطيع أن تميز بين الناس وأفعالهم زى السكر والملح مبتعرفش الفرق غير بعض التجربة، يقول أوسكار وايلد: «السطحيون وحدهم هم من يحكمون على الناس من مظهرهم الخارجي» علشان كده الشخص المتسرع في الحكم يقع في حرج دائماً اذ أنه يخطئ ثم يعتذر يخطئ ثم يعتذر، وقد نفت الأحاديث الشريفة على هذا « إياك وما يعتذر منه».
لكي لا تقع في فخ الحكم على المظاهر والإنخداع تمهل في حكمك وأدرس الموقف جيداً حتي تتضح الأمور، وكم من حبيب ظلم بسبب القرار الخطأ وكم من صديق خائن خدعنا وسبب لنا الألم، لذلك لا تتسرع فقد قيل سابقاً « الفراشة رغم جمالها فهي حشرة، والصبار رغم قسوتة فهو زهرة» لا تحكم على الانسان من شكله بل بما يحتويه قلبه.
