ألسنة الوطن العربي

الجماعات المتطرفة: الكوارث الطبيعية في إندونيسيا انتقام إلهي

وقت النشر : 2022/12/04 04:53:16 PM

ترجمة: آية حمدي

أشارت الجماعات المتطرفة في إندونيسيا أن الكوارث الطبيعية في البلاد هي عذاب وانتقام من الله نظرا لعدم تطبيق الحكومة نظام الخلافة الإسلامي.

وسرعان ما قُوبل هذا الرأي بالرفض التام من قبل
وصف الدكتور “شريف هداية الله” رئيس جمعية إتحاد الدعاة الإندونيسيين هذا الكلام بالعبث، وأنه لعبة رخيصة لا جدوى منه، ودائما ما تستخدمه هذه الجماعات التي لا تكل ولا تمل من اللجوء إليه لتحقيق غاياتها عن طريق الدين.

أوضح “هداية الله” أن وقوع المصائب ليس مشروطا بالانتقام والعذاب، مضيفًا أن هذا الزمن يختلف عن زمن الأنبياء، وأن الله استجاب لدعوات الأنبياء وقت حدوث المصائب وغيره.

أشار رئيس الجمعية أن تفسير وربط حدوث الكوارث الطبيعية في إندونيسيا على أنه غضب وانتقام من الله، يحتاج إلى فهم عميق ودراسة جيدة، مؤكدا أن الكتاب المقدس والقرآن الكريم أوضحوا لنا الأقوام التي حل بها العذاب والانتقام في ذلك الوقت، بسبب إصرارها على الكفر وعدم الانصياع لأوامر الخالق، فضلا عن التجاوزات التي اقترفوها في حق الله وأنفسهم.

أعرب ” هداية الله” عن أسفه بسبب هذا التصور، مستنكرا عدم تعاطف هذه الجماعات مع الضحايا والمصابين وذويهم.

شدد ” شريف” على ضرورة التخلي عن هذا الفهم الخاطئ، وأن تطبيق الخلافة لا يمنع وقوع الكوارث والمصائب، مضيفا أن المصائب جزء من سنة الله في الكون، ليُذكر المرء بها نفسه عند وقوع الخطايا والذنوب، فيلجأ إلى خالقه ويتبع هداه ويسير على الطريق المستقيم.

أضاف ” شريف” أن الزلازل والبراكين عوامل طبيعية يصعب التنبؤ بها، علاوة على ذلك وقوع إندونيسيا ضمن منطقة “خط النار” في المحيط الهادي، وهي موطن غالبية الزلازل والبراكين النشطة التي تحدث في العالم، مما يجعلها عرضة لهذه الكوارث، فضلا عن أن كافة الدول الإسلامية في العالم لا تطبق نظام الخلافة.

وفي سياق متصل ذكر نائب عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة شريف هداية الله الإسلامية، قول بعض العلماء بأنه ليس من الضروري أن يكون نظام الحكم في شكل خلافة كما كان الحال في عهد النبي، ذاكرا حزب التحرير والخلافة الإسلامية، ومستشهدا بدار الإفتاء المصرية التي تُفتي الناس في كافة أمور حياتها سواء كان نظام الحكم جمهوريا أو ملكيا وغيره، وفي الوقت ذاته فهم يسعون لتطبيق الشريعة الإسلامية لتسهيل كسب الرزق والعيش.

شهدت إندونيسيا أواخر الشهر الماضي زلزال في بلدة “سيانجور” راح ضحيته مئات القتلى والجرحى فضلا عن بركان جبل” سيميرو” الذي ثار اليوم الأحد في جزيرة جاوة، ورفعت السلطات الإندونيسية مستوى التحذير من ثوران البركان إلى المستوى الرابع وهو أعلى مستوى، و نزوح مئات الأهالي من قاطني المكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى