منوعات

التقاء

وقت النشر : 2023/02/27 11:59:26 PM

التقاء

بقلم..صهيب محمد بلعربي

هدوء؛ظلام دامس؛طفل صغير برئ يجلس في زاوية غبرة لا يعلم ما حدث .
صوت صراااخ مفاجئ؛يرتعد خوفا ما هذا !؟……كلمات بربرية ويد تظهر بصعوبة في الظلام تمسك به يصرخ .
كان هذا الحلم المزعج يراودني كلما وضعت رأسي على الوسادة؛ أستيقظ مفزوعا ككل مرة..أغسل وجهي وأنطلق الى العمل …اتمشى بجوار أشخاص لا أعرفهم استقل الحافلة ككل مرة ؛ولكن هذه المرة ليست كالعادة ملاك يجلس بجواري شعرت بشئ يغمرني ليس كعادته
ما هذا ؟! وجه مألوف من بين الألوف …
قالت لي وانا محتار: أهلا يا صهيب!
التفت لها وقلت: اهلا!
رمقتني بتلك النظرة وكأنها تقول لقد اشتقت لك ؛لكنني اعلم انك لم تُمَيزني بعد؛
جالت في خاطري فكرة سؤالها؛
ولكن أحبال أفكاري أسرت بجمالها ؛ اتخذت وضعية ؛كأنني لم آاابه؛ ثم قلت بعدما صدمت: أتعرفينني ؟!بالاحرى كيف عرفت إسمي !؟
قالت :احقا لا تتذكرني
رددت عليها :لا اخفي عنك انني قد شعرت وكانني اعرفك لكن لااعلم كيف حدث ذلك فانا اجهله كليا
ضحكت؛ ثم صدمت ؛وكأنها ذاقت مرارة؛ اعتدلت بسرعة
ثم
قالت لي :هذه محطتي؛ ثم ترجلت
شعرت كأنني اخطأت في شيئ ما هل أخطأت ؟؟ ماذا أفعل !!لم أشعر بهذه الغرابة
اشعر بالاختناق……ثم حدث الاغماء.
اصحوا في غرفة؛ شديدة الاضاءة ؛ واذا بصوت بعيد المدى ……
يقول لي:مرحبا الحمد الله انك استعدت وعيك ….أنا الطبيبة هناء ……ثم اشتد بي التعب ……لم اذكر انني لا املك احد او بالاحرى نسيت كل احد …وذلك و لانني قبل ستة اشهر اصبت بحادث افقدني الذاكرة …….لا اعلم لكن اتذكر بعض الاشياء مثلا اين اصبت بالحادث
واتذكر القليل عن فتاة كانت معي لا اذكر وجهها لكن اشعر بها واشعر انها مزااالت بجانبي ….واعلم انها لن تتخلى عن حبي ..استعدت ولملمت جسدي المتعب من على السرير اعتدلت في جلوسي طلبت مني الطبيبة ألا اتعب نفسي بل ان آخذ راحتي ….ثم سألتني قائلت :ما إسمك……وهنا كانت المفاجأة .
حين رفعت رأسي ، رأيت وجهها ،
هي نفسها التي جلست بجانبي ذلك اليوم
قلت : أهذه انت ، ماذا تفعلين هنا !!؟
ردت مبتسمة:أنا الطبيبة المكلفة بحالتك.
سألتها :ما الذي حدث !!؟
أجابت :لقد أغمى عليك وهذا بسبب الاجهاد.
ضحكتُ ساخرا :أقلتي إجهاد !!
-أنا لا اذكر أنني قمت بعمل يذكر
قالت لي الطبيبة هناء : سأسألك بعض من الاسئلة وأريد منك الاجابة عليها .
رددت : نعم طبعا!
سألتني :
-في أي يوم نحن ؟؟
اجبت:الإثنين على ما أظن..
سألت:

  • بأي تاريخ ؟؟!
    -18 جوان أليس كذلك ..
    -هل اصبت يوما بحادث !؟
  • نعم ؛قبل 6أشهر
    -هل كان معك أحد !؟
    -أذكر القليل ؛إلا أنني اعلم انه كانت برفقتي فتاة ؛لا أذكرها جيدا إلا أنني أشعر أنها معي دائما ؛وأشعر أنه سيأتي يوم وألقاها مجددا عن قريب…
    إحمرت وجنتا الطبيبة ؛واصبحت الدموع تنهمر من عينيها؛ إستدارت بسرعة نحو الباب ثم
    قالت :سأعود بعد قليل إعذرني.
    خرجت مسرعة ؛كأنها تلقت إنذار عملية طارئة ؛لم تنظر ورائها…
    شعور يغمرني بأنني لم أختر الكلمات المناسبة ولا الاجابات الجيدة ضيق يتملكني من جديد….
    صوت الممرضة وهي تقول “المريض يدخل في صدمة “
    خطوات متسااارعة داخل الغرفة …..
    ثم هدوء تاااام يسود المكان ….الظلام من حولي …صراخ مفاجئ يرعبني..أسمع كلمات لا أفهمها …..يد من الظلام لا اراها إلا بصعوبة تمسك بي ……أصحوا؛ لأسمع صوت جميل عذب يقول: “لا تفعل هذا مرة أخرى لا أريد فقدانك” …..إنه صوتها صوت حبيبتي وهي تترجاني لاستيقظ
    أحاول فتح عيني …النور يعميني لكنني احاول بقوة؛ صداااع قوي…
    صوت مكااابح سيارة؛ ثم صوت إصطدام يليه؛ لأتذكر ماقبل الحادث وبعده…..
    فتحت عيني….لاجدها على صدري مازالت تبكي
    ……قلت لها : أمك نحلة .
    قالت لي :ماذا !؟ وهي تنهض لتعتدل وعيناها تملأها الدموع..
    رددت :أمك نحلة.
    قالت لم!؟
    قلت:لانها أنجبت عسلا مثلك ….
    تعالت أصوات ضحكنا رواق المستشفى …لتتبادل أطراف الحديث ….لتعود حياتي إلى سابقها او أفضل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى