البوابة الرئيسية لدخول الأمراض النفسية

الفراغ “خبر عاجل “وبلاغ للشيطان بوجود مكان في فكر الإنسان “inner thought” ليقطن فيه دون استئذان، 5 نجوم بدون إيجار ، ليمارس فيه نشاطه بإطفاء نور عقله فيجعله دائما في توهان وقلق وخوف وعدم اطمئنان .

الفراغ بوابة رئيسية لدخول الأمراض النفسية والباسوورد الوحيد الذي يفتح به الاكتئاب صفحة وبروفايل الإنسان .

من أهم اسباب الفراغ “البطالة ” فعندما تسكن آفات الفراغ في أحضان البطالة، تتكاثر بكتيريا الملل وكورونا الكآبة وفطريات التشوه فتصدأ المفاصل ويصاب الشخص بهشاشة في العظام وكساح فكري.

البطالة معمل لتصنيع الرتابة والتململ والإدمان ، وتتيح مناخ ملائم لتعايش الوسواس فيصاب بالزهايمر وتدمير في البنيان .
“
٠أنواع الفراغ “
فراغ من جهة الوقت ويوجد فراغ من جهة العاطفة وفراغ العقل وفراغ من جهةٍ الشخصية.
وسنتناول في هذا المقال “فراغ الوقت والفراغ العاطفي

” أولآ..فراغ الوقت”
العمر مجموعة لحظات لا نشعر بقيمتها إلا عند فقدانها في أي وقت من الأوقات.
العمر يعدي والإنسان في غفلة ولا مبالي وفجأة يجد نفسه عند الرفيق الأعلى في ثوان ، ويتمنى بعد وفاته لحظة واحدة يتوب فيها ويرجع إلى ربه من ثان ..
ولكن هيهات فقد فات الأوان it is too late .

الناس الأحياء في غفلة .. البعض يقتل وقته في النزوات والشهوات والمال والبعض في الجري وراء الفتيات ومنهم يقتل وقته بملء معدته ومطاردة السيدات وفي النميمة والثرثرة والمخدرات والمكالمات في التليفونات.
والبعض يقتل وقته في الضياع والجري وراء الأسراب عن طريق أحلام اليقظة ،
فطالب الثانوية العامة مثلًا يحلم في أن يكون له ترتيب في أوائل الجمهورية وفي هذه الأثناء تتوسل اليه كليات القمة (كما يسمونها ) وتترجاه وهو يتعزز وبغتة يصحو من هذا الحلم الجميل على كابوس ( وهو ماسك الهوا بايديه) لأنه يفوق على الحقيقة المرة وهي كل ما حلم به عار من الحقيقة .
حقيقةً ..في هذه اللحظات كان مستمتع جدًا لأنه غير قادر على تحقيق العظمة في الواقع ليحققها في الأحلام،
وصدق القول :
سأل الممكن المستحيل أين تقيم ؟
فأجاب: في أحلام العاجز .

عزيزي القاريء :
استغلال الوقت مضاد حيوي ومقوي للمناعة ضد فساد الفكر وتعتيم الرؤية للأشياء الجميلة النافعة.
وصدق قول الشاعر :
اغتنم في الفراغ فضل ركوع فعسى أن يكون موتك بغتة .
فكم صحيح رأيت من غير سقم. ذهبت نفسه العزيزة فلتة .

عزيزي القارىء :
لو تأملنا في كلمة “فراغ “لوجدناها تقريبا على شكل محاور متعامدة تكون ٤ زوايا قائمة تصنع ٤ فراغات غير آمنة ، فلكي تحصل على أمان وثقة واتصال بوجودك الداخلي ، كان ولابد من ملء هذه الفراغات

ولكن” تحذير٠ : لا تملأ هذه الفراغات بقتل الوقت في التفاهات والنزوح الي كل ما يسب وقوعك “مصيدة ” في أفخاخ الشيطان بل يجب ملء الوقت بما يفيدك ويفيد الآخرين .
والعزوف عن الأشياء االتي تكون سببا في تدميرك جسديا ونفسيا وروحيا .

“تذكر جيدا.”:
الذي يعرف قيمة الوقت ويعرف كيف يستغله في منفعته ومنفعة غيره، لا يمكن أن يوجد عنده وقت فراغ لأنه يرى أن وقته لا يكفي لما يقوم به من عمل مفيد ومسؤوليات .

إن فراغ الوقت ينشأ من عجز الانسان في معرفة كيفية الاستفادة منه ولو عرف كيف يستغله ما أصبح هناك مشكلة .

“العقل دائما يعمل ، لا يصمت ولا يهدأ” ، إن لم يفكر في أمور نافعة ،يفكر في الشر ويقودك إلى التدمير الذاتي .

ومن أكثر الفئات التي تواجه هذه المشكلة هم المسنين ولا سيما الذين أنهوا خدمتهم (المحالين للمعاش ) فهذه الفترة قاسية جدا تكون “دمار ” إن لم تستغل في عمل مفيد ولو تطوعي .

ثانيًا .. الفراغ العاطفي
الإنسان جسد وروح فكما أن الجسد يجوع ويظمأ ويحتاج لغذاء، كذلك الروح تحتاج لغذاء ، وغذاؤها الحب والاهتمام والاحتواء والحنان، فإذا حرم الإنسان منها يصبح عنده جوع وجفاف عاطفي .

لذا وجب على الوالدين تقديم وجبة دسمة من فيتامينات ومكملات غذائية للأبناء على مادبة الحنان والعطف والاهتمام لأن الفراغ العاطفي (يحدث من الحرمان من هذه التغذية )
حتي لايدخلوا أولادكم في حالة من الحرمان العاطفي فيضطروا للبحث عنه خارج البيت فتقدم لهم وجبات غذائية من الإغراءات والخداع والنصب والاحتيال وبعدها (نندب حظنا) ويكون الوقت انتهى !!!

البنت “تتعب وتتاثر وتتحرك مشاعرها من أذنيها ” والولد “يحب ويتاثر من عينيه”

أيها الآباء والامهات : استمعوا وانصتوا واصغوا لأولادكم .
كونوا آذان صاغية للأولاد وأحضان دافئة لبناتكم .
اجمعوهم تحت جناحيكم .
نحن في زمن مكتظ بالذئاب البشرية ، اعطوا للولد اهتمام واحترام ومساحة للتعبير عن نفسه ، وامنحوا البنت الحنان والحب والاهتمام .
“خلوا بالكم من أولادكم لأنهم أمانة في أعناقكم ستحاسبون عليها يوم الدين .

فما أسهل إنك تخلف وما أصعب إنك تربي .وما يزرعه الإنسان إياه يحصد .
اعطوا وقت لأبنائكم ،
علم النفس يقول : “الطفل يحتاج من والديه ربع ساعة يوميا عطف واهتمام مهما كانت الانشغالات ” .

أخيرًا:
الفراغ عدونا الحقيقي، فاغتنم الوقت لأن الساعات الطويلة من الفراغ كفيلة أن تعلمك الكثير من العادات السيئة، فلا يوجد على الإطلاق “لعنة موت ” أسوأ من الوجود اليومي الرتيب للأموات الأحياء .

الفراغ أقصر طريق لوصول الاكتئاب وصمام أمان وكارت ضمان لوقوع الانسان في فخ الشيطان يفقده الأمان والشعور بالاطمئنان.

“الخلاصة”

إذا كان لديك وقت فراغ حاول الانتفاع به
” لا تضعه ولا تسمح له أن يضيعك “.