بقلم د . صالح وهبة
الاختلافات بين الجنسين أساس التوافق والتكامل، فعندما خلق الله الانسان «من البدء خلقهما ذكرا وانثى» فهذا تدبير إلهي بقصد التناغم والتآزر بين الجنسين ليكملان بعضهما البعض ويكونان لحن جميل وهو الأسرة .
نعلم جيدا :
اللحن = كلمة + نغمة
هكذا الأسرة لا تعطي لحن جميل بدون توافق الزوجة مع الزوجة ..بدون ترابط العقل المفكر مع العاطفة التي تجيش بالمشاعر والأحاسيس ،
هذا هو التكوين الطبيعي الذي شاءت به الإرادة الالهية
ولكن “وا أسفاه ” ظهرت في الآونة الاخيرة على وجه المجتمعات “طفيليات غريبة ” تتصدر من «المستغربين» وكادت تشوه هذا الوجه الطبيعي الجميل الذي ” جبله الله ” وباتت هذه التشوهات تحول دون التمييز بين “نون النسوة ” .. و “واو” الجماعة واختلط الحابل بالنابل فانتشرت آفة المخنثين ووباء الشذوذ الجنسي (homosexuality ) والمثليين ،
فتغيرت ملامح بعض الأسر في العالم لدرجة أنه يتم فى الدستور (constitution) الغربي وضع تعريف آخر لكلمة “أسرة “فليس من الضروري أن تكون (زوج وزوجة وأولاد) .
وقد انتشر بصورة مخيفة وباء “سوس الاختلاف الأسري “بين الازواج ولا سيما في الزواج الحديث ، فاخذ ينخر في عظام الأسر وكاد أن يصيبها بهشاشة في العظام وكساح في التعامل فزاد عدد حالات الانفصال والطلاق بمتوالية هندسية .
ولكن قد تكون هناك ظروف متداخلة أدت الى ذلك ، لكن السبب الحقيقي يكمن في أن كل من الزوجين يجهل طبيعة الآخر ؛ فالزوج تعامل الزوجة كما هي تتوقع منه والزوج يعامل الزوجة كما هو متوقع منها، ومن هنا تفقد الأسرة اتزانها.
والحل : لا بد أن يفهم كل منهما طبيعة الآخر وبناء عليه يتم التعامل .
وهذا هو موضوعنا الأساسي وهو التعرف على طبيعة ونفسية كل من الجنسين .
الفروق في “الخصائص النفسية “بين الرجل والمراة
(١) ..ربنا خلق الرجل والمرأة متساويين في القيمة ومختلفين في الطبيعة ، وهذا الاختلاف كما ذكرنا ، دعوة للتكامل فكل امرأة داخلها رجل (هى مكتملة الانوثة تماما ) لكن وقت الخطر تجدها نمر مفترس .. تدافع عن نفسها ، أيضا كل رجل داخله أنثى (هو مكتمل الذكورة تماما )فلا يقلق ، لكن عنده جانب أنثوي وهو المشاعر التي بدونها لايحس بمن حوله فأحدهما يكمل الآخر .
لذلك الرجل الذكي لو اشتغل على مشاعر المرأة يتقن التعامل معها . والمرأة الذكية لو ركزت على الجانب الذكوري للرجل تتقن التعامل .
(٢)المرأة تهتم جدا بالرومانسية وخيالية بطبيعتها .
وللأسف نسبة الرجال المعاقين رومانسيا في بعض الدول وصلت إلى ٨٣٪ تقريبا .
(٣) المرأة أقل جرأة و أكثر خجلا، فكلما كانت المرأة أكثر خجلا كلما كانت أكثر جمالا (الرقة والخجل والأنوثة )سر جمالها .
الرجل عيب يخجل وهو أكثر جرأة بطبيعته
(٤)العاطفة هي البوابة الرئيسية لدخول قلب المرأة
.
الاهتمام بالمرأة “هي المادة الحافظة للاستقرار وشعورها بالأمان ” .
اللغة الأولى عند الرجل الاحترام.
(٥) الرجل يحب بعينه والمرأة تحب بأذنيها،
المراة تكون في قمة السعادة عندما تسمع كلمة إعجاب عن شكلها ولبسها وطبيخها .
الرجل يكون سعيد عندما الناس تعجب بعمله وتمدح شغله وإنجازاته .
الرجل عقلاني يفكر بمشاعره ، أما المرأة تفكر بمشاعرها .
استمتاع المرأة في الاستماع اليها
معظم الرجال target orient بمعنى : يهمه مكتبه وعمله ويتأزم جدا لو عنده مشكلة في شغله.
لكن المرأة people orient أي تهتم بالعلاقات relations بمعنى : تتأزم جدا لو عندها مشكلة مع زوجها أو أولادها أكثر بكثير من أية مشكلة في عملها .
(٦) الرجل يميل للقيادة والمسؤولية والمرأة تميل للخضوع وليس الخنوع
المرأة = مشاعر + دموع + ذكريات .
(٧)المرأة دولاب والرجل أدراج بمعني المراة لو عندها موضوع شاغلها تكون كل حاجة فيها ملخبطة.
المرأة عندها قدرة للتحمل أكثر من الرجل .. تأتي من عملها تطبخ وتغسل وتراعي الأولاد .
(٨)الضغوط وردود الافعال “
الرجل عندما يكون مضغوط ينسحب ويصمت ويفكر .
المرأة تبكي للتنفيس عن نفسها .
المرأة لا تتحرك إلا إذا شعرت بالأمان ..
والحب لا يدخل قلبها بدون استئذان.
الرجل عنده قدرة على مواجهة المجهول .
(٩) الحزم والحنان”
الرجل يميل للحزم والمرأة تميل للحنان
ويظهر ذلك في تربية الأبناء ،فمثلا :
الولد عمل مشكلة والأم تصرخ من شقاوته وعلى وشك تنفجر منه ، وعندما يدخل الرجل البيت ويحاول عقاب الولد يأتي حنان الأم ليتدخل (قلب الأم ) .
لكن يجب على الأمهات .. لا تفرطن في الحنان حتى لا يصل إلى التدليل وتضيع ما يعمله والده وحتى لاتضعف شخصية الوالد أمام الابن .
(نمسك العصا من المنتصف حتي يحدث الاتزان ) .
(١٠) ..المرأة لها قدرة في تقييم الناس أكثر من الرجل
لأن الرجل يحسب عواقب الأمور ويحكم عقله .
وفي النهاية ..
أنت كرجل ..في احتياج لزوجتك لتفهمها كما هي
وزوجتك في احتياج لك لتفهمك كما أنت .
عندما تربي ابنك : تعامل معه على إنه رجل وقيادي وصاحب مسؤولية .
عندما تربي ابنتك تعاملي معها على أنها أنثى لها مشاعر وأحاسيس .
ويجب أن نعي جيدا .. المراة بطبيعتها تميل أن تكون dependent “في حماية رجل” والمظلة التي تحتمي فيها من تغيرات الجو ،
لكن الرجل عادي أن يكون independent أي مستقل .
نداء أخير ..
الزوجان شخصين في واحد بمعني : 2 حاصل ضرب 1 =1 فلا يخضعان لقوانين الرياضيات ولا يقبلان القسمة .
الزوجان .. مستحيل يستغني أي منهما عن الآخر .
الأسرة مثل السيارة لكي تسير في أمان يجب أن تتوافق دواسة البنزين مع الفرامل وتعملان سويا لحفظ مسافة الأمان .
نسأل الله العلي القدير أن يهبنا نعمة الاستقرار والاتزان وثقافة التعامل المبنية على فهم بعضنا للآخر حتى تدور عجلة القيادة بسلام .