أخي في ذمَّةِ الله
السفير الدكتور مروان كوجر.. يكتب
في ذمَّة الله غاد الأهل والسندُ
تبكي العيون ويبكي القلبُ والكبدُ
يا حسرةً الروح ليت الموتَ مرحمةٌ
زادت بهمِّ وما انفكَّت لها العقدُ
الروح تهدق إذا ما الصحب قد رحلوا
فكيف عنها بمن أحبابهم فقدوا
أسفارنا بعدت والهم يهزمنا
وغربة الموت قد ضجَّت بمن لحدوا
كم يقتل الحزن أعماراً وأفئدةً
لم يغدُّ عنها شبابٌ كان أم لبدُ
طال التحمُّلّ وفي أحزاننا هِمَمٌ
والله يدري بمن جفنيهِ تتَّقدُ
تجري على رسلها الأقدار نتبعها
إن سارت الروح مات القلب والجسدُ
كم صخرةً غدقت من عينها سبلاً
من صلد قلبي أرى الدمعات ترتفدُ
صاحت بصدري جراحٌ حين أبلغني
فشقَّ قلبي بحزنٍ كاله المردُ
ظننت أنِّي لساعي الموت محتضرٌ
من فرط حزني ومن أنباء ما يردُ
بكيتُ حتَّى بكى من كاد يعرفني
وناح قربي حنونٌ طائرٌ غَرِدُ
خلعت ثوباً لصبرٍ كان يسترني
فالعين تبكي ولم يمنعنها الجلدُ
كنَّا كشقِّين فيما وافهُ القدر
و صدٌ عنِّي وفي الأقدار معتقدُ
يا نور عيني فكيف اليوم تسمعني
أنت المسجَّى ومن يبكيك قد رقدوا
ناديت أمِّي لكي تلقاكَ في بهجٍ
بفرحة القلب فمن ودَّعكَ يفتقدُ
ياليتها برهين العيش قد بقيت
راحت لغيبٍ ولن يأتي لها ولدُ
ناجيت قبركَ واستحضرت شاهده
في غربة الدار عليه مسجَّلأ يفدُ
مدِّي يديكِ أيا أختاه من رحم ٍ
ما فرَّق الدهر إخواناً وإن بعدوا
لو ضاق صدري بأمرٍ كان يثقلني
كنتِ الملاذ ولا يعنيكِ ما يردُ
سوداءُ تنفح عن أحزان غربتنا
حتَّى كأنِّي على جدرانها فَرِدُ
إنَّا إلى الله في زلفى تقربنا
تأتي المنيَّة أقداراً لمن وُعِِدوا
يا ربُّ ارحم عزيزاً كان لي سنداً
قد شق عنِّي بدربٍ طاله مددُ
قد مسَّني الضرُّ يا أحزان فارتحلي
رفقاً بحالي بما ألقى وما أجدُ
رحماكَ ربِّي فقلبي اليوم في وهنٍ
ما عاد يكفي لحملٍ فاقه النكدُ
جفَّت وفاضي أيا أمَّاه فانتحبي
في ذمة الله غاب الأهلُ والسند
أخي في ذمَّةِ الله